كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)
فالتفت فأبصرته) (¬1) (وأنا رجل حلٌّ على فرسي، وكنت رقاءً على الجبال، فبينا أنا على ذلك إذ رأيت الناس متشوقين لشيء، فذهبت انظر، فإذا هو حمار وحش، فقلت لهم: ما هذا؟ قالوا: لا ندري.
قلت: هو حمارٌ وحشيٌ.
فقالوا: هو ما رأيت) (¬2) (واستعنت بهم، فأبوا أن يعينوني) (¬3).
فض أبو قتادة رضي الله عنه (فركب فرسًا يقال له: الجرادة) (¬4).
يقول أبو قتادة: (فقمت إلى الفرس فأسرجته، ثم ركبت، ونسيت السوط والرمح، فقلت لهم: ناولوني السوط والرمح. فقالوا: لا، والله لا نعينك عليه بشيء، فغضبت، فنزلت، فأخذتهما، ثم ركبت، فشددت على الحمار، فعقرته) (¬5) (فأتيت إليهم فقلت: قوموا فاحتملوه. قالوا: لا نمسه. فحملته حتى جئتهم به، فأبى بعضهم، وأكل بعضهم. فقلت: أنا أستوقف لكم النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬6) (فطلبت النبي - صلى الله عليه وسلم -, أرفع فرسي شأوًا وأسير شأوًا، فلقيت رجلًا من بني غفار في جوف الليل.
قلت: أين تركت النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: تركته بـ: تعهن (¬7) وهو قائل السقيا (¬8).
¬__________
(¬1) حديث صحيح رواه البخاري (5407).
(¬2) حديث صحيح رواه البخاري (5492).
(¬3) حديث صحيح رواه البخاري (1821).
(¬4) حديث صحيح رواه البخاري (2854).
(¬5) حديث صحيح رواه البخاري (5407).
(¬6) حديث صحيح رواه البخاري (5492).
(¬7) مكان بين مكة والمدينة.
(¬8) أي أنه سيقيل في مكان يقال له السقيا.
الصفحة 159
368