كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)

إلَّا يسيرًا حتى خرج عليّ، وأنزلت هذه الآية، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقرأهن على الناس: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ (¬1) إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} (¬2)، (قال أنس: أنا أحدث الناس عهدًا بهذه الآيات، وحجبن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬3)، بعد هذا الموقف المحرج أمرت نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحجاب .. وكان:

لنزول الحجاب قصة
فقد كان عمر بن الخطاب قبل نزول الحجاب يقترح على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحجب نساءه .. أنس بن مالك أيضًا يحدّثنا بذلك فيقول:
(قال عمر بن الخطاب: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو حجبت عن أمّهات المؤمنين، فإنه يدخل عليك البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب) (¬4)، وتقول
¬__________
(¬1) أي لا تتطفلوا تترقبون نضج الطعام ثم تعرضون أنفسكم للدخول دون دعوة.
(¬2) حديث صحيح رواه مسلم والزوائد له أيضًا -باب زواج زينب .. وأكملت الآية لأن الحديث يقول: إلى آخر الآية بعد كلمة: يؤذي النبي.
(¬3) حديث صحيح رواه مسلم والزوائد له أيضًا -باب زواج زينب .. وأكملت الآية لأن الحديث يقول: إلى آخر الآية بعد كلمة: يؤذي النبي.
(¬4) سنده صحيح رواه ابن جرير (10/ 324) حدثنا ابن بشار، حدثنا ابن أبي -عدي، عن حميد عن أنس، وحميد تابعي ثقة سمع من أنس، واسم ابن أبي عدي: محمَّد بن إبراهيم وهو ثقة- التقريب (2/ 141) وابن بشار هو الثقة محمَّد بن بشار -التقريب (2/ 147).

الصفحة 16