كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)

قلت من هؤلاء قال هؤلاء جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة ثم شرف لي شرف آخر فإذا أنا بثلاثة نفر.
قلت من هؤلاء قال إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ينتظرونك" (¬1) هذه البشرى لم تمنع الصحابة من الحزن على أولئك الرجال الأفذاذ و"لما اشتد جزع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على من قتل يوم مؤتة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليدركن الدجال قومًا مثلكم أو خيرًا منكم ثلاث مرات ولن يخزي الله أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها" (¬2)
في غزوة مؤتة شهادة ومجد للأموات وأما الأحياء فيكفيهم رضا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أدائهم أما خالد بن الوليد فتميز بحيازته على شرف القيادة واللقب .. لكن ماذا عن عمرو بن العاص رفيق خالد؟ لا بد أنه يتحرق لخدمة الإسلام كما خدمه رفيقه .. لم يكن النبي-صلى الله عليه وسلم- بعيدًا عن مشاعر عمرو الداهية ولا عن توظيف دهائه في نشر دين الله .. استدعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- وعرض عليه قيادة حملة سميت فيما بعد بـ
¬__________
(¬1) سنده صحيح رواه الحاكم 2 - 228 واللفظ له وابن حبان 16 - 536 والنسائيُّ في السنن الكبرى 2 - 246 وابن أبي شيبة ج: 7 ص: 331 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سليم بن عامر الكلاعي حدثني أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. عبد الرحمن ثقة من رجال الشيخين- التقريب1 - 502 وشيخه ثقة من رجال مسلم - التقريب 1 - 320.
(¬2) سنده صحيح رواه الحاكم 3 - 43 حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن شاذان الجوهري ثنا زكريا بن عدي ثنا عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير عن أبيه رضي الله عنه .. عبد الرحمن تابعي ثقة التقريب 1 - 475 وصفوان ثقة التقريب 1 - 368 وكذلك عيسى التقريب 1 - 103 وزكريا بن عدي وابن شاذان ثقتان.

الصفحة 342