كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)
غزوة ذات السلاسل
فبعد مؤتة وذات شتاء قارس استدعي عمرو بن العاص للمثول بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فمثل وتحدث عن ذلك الحوار مع نبيه فقال: "بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني .. فأتيته وهو يتوضأ .. فصعَّد فيَّ النظر ثم طأطأ .. فقال: إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة .. قلت: يا رسول الله .. ما أسلمت من أجل المال ولكني أسلمت رغبة في الإسلام وأن أكون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فقال: يا عمرو .. نعم المال الصالح للمرء الصالح" (¬1) ونعم الجيش الصالح جيش عمرو هذا .. سمع عمرو تلك الكلمات الجميلة وأطاع قائده وانطلق بجيشه الذي كان ضمنه رجال سبقوا عمرًا بالفضل والإسلام أمثال أبي بكر وعمر. يقول أحد الصحابة المشاركين في ذلك الجيش: "رأيت أبا بكر رضي الله عنه في غزوة ذات السلاسل وكأن لحيته لهب العرفج على ناقة له أدمًا أبيض خفيفًا" (¬2)
¬__________
(¬1) سنده حسن رواه أحمد 4 - 197 والبخاريُّ في الأدب 1 - 112 والبيهقيُّ في الشعب 2 - 91 وابن حبان 8 - 6 والحاكم 2 - 257 من طرق عدة عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال سمعت عمرو بن العاص يقول وعلي تابعى ثقة التقريب 1 - 36 وأبنه موسى حسن الحديث من رجال مسلم التقريب 1 - 186.
(¬2) سنده قوي رواه الطبراني في الكبير 1 - 57 حدثنا فضيل بن محمد الملطي ثنا أبو نعيم ثنا مسعر عن أبي عون عن رجل من بني أسد وسند الطبراني صحيح لولا جهالة حال شيخ الطبراني رغم إكثار الطبراني للرواية عنه انظر الجرح والتعديل حيث سكت عنه 7 - 76 وله شاهد في الآحاد والمثاني 1 - 87 حدثني محمد بن عبد الله بن نمير أن عبدة بن سليمان حدثهم عن إسماعيل عن رجل من بني أسد قال رأيت أبا بكر وهذا السند رجاله ثقات ابن نمير ثقة حافظ فاضل وشيخه ثقة ثبت التقريب 2 - 180 و1 - 530 وشيخه إسماعيل ابن أبي خالد تابعى ثقة ثبت من رجال الشيخين التقريب 1 - 68.