كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)
طارقًا ما الربيل قال اللص الذي يغزو القوم وحده فيسرق" (¬1) ويذكر أحد الصحابة بعض أساليب رافع في البقاء حيًا في الصحاري بعد أن ينجح في سرقاته فيقول إنه: "كان لصًا في الجاهلية وكان يعمد إلى بيض النعام فيجعل فيه الماء ويضعه في المفازة" (¬2) للاستفادة منه بعد فراره حيث يدرك العطش من يلاحقه بينما يرتوي هو من ذلك البيض الفرغ المليء بالماء المفرق في الصحراء ..
وافق رافع على مرافقة جيش عمرو بن العاص لكن الغريب في الأمر أن أحد الصحابة تمكن من سرقة هذا اللص الطائي الشهير بل وأسره وإجباره على التعلم منه .. لكن قبل أن نعرف ذلك دعونا نسير مع هذا الجيش المؤمن الذي أصابه الجوع ولم يستطع رافع أن يقدم له شيئًا من بيض النعام .. لكن عوف بن مالك الأشجعي صاحب المجاهد اليماني وخصم خالد بن الوليد يتبرع للقيام بشيء قد يخفف من جوع بعض رفاقه ..
يقول عوف بن مالك رضي الله عنه: "غزونا وعلينا عمرو بن العاص
¬__________
(¬1) حديثٌ حسنٌ سيأتي كاملًا بعد قليل وقد رواه الطبراني في الكبير 5 - 21 ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن المهاجر عن طارق بن شهاب عن رافع بن عمرو الطائي قال وهذا السند صحيح لولا إبراهيم بن المهاجر وهو من رجال مسلم صدوق لين الحفظ لكن الحديث رواه من هو أوثق منه كما سيمر معنا في تتمة القصة.
(¬2) سنده قوي رواه الإمام أحمد 6 - 24 والبيهقيُّ في الكبرى 6 - 120 والدلائل 4 - 404 والروياني 1 - 396 وغيرهم من طرق عن سعيد بن أبي أيوب وابن لهيعة جميعًا عن يزيد ابن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط أخبره عن مالك بن هدم يعني عن عوف بن مالك الأشجعى .. ابن لهيعة تابعه سعيد وهو ثقة ثبت من رجال الشيخين: التقريب 1 - 292 وشيخه يزيد تابعى ثقة فقيه من رجال الشيخين وشيخه ربيعة وكذلك مالك تابعيان وثقهما الإمام توثيقًا لفظيًا -159 و 419.