كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)
والليالي الباردة جدًا كان دفء أبي بكر وعطفه يغمران رافعًا حتى أحس بقلبه ومشاعره بين يدي الصديق .. كان رافع مأخوذًا بصاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورفيق عمره وكأنه قد هبط عليه من السماء .. يقول رافع: "لما كان غزوة ذات السلاسل قلت اللَّهم وفق لي رفيقًا صالحًا فوفق الله عَزَّ وَجَلَّ أبا بكر رضي الله عنه فكان ينيمني على فراشه ويلبسني كساء له من أكسية فدك فإذا أصبح لبسه ولا يلتقي طرفه حتى يخله بخلال" (¬1)
أي يجمع طرفي ثوبه بعود أو إبرة ولذلك صار رافع ينادي أبا بكر: يا ذا الخلال ويواصل رافع حديثه فيقول "رافقت أبا بكر في غزوة ذات السلاسل وعليه كساء له فدكى يخله عليه إذا ركب ونلبسه أنا وهو إذا نزلنا" (¬2) كانت مشاعر أبي بكر الفياضة تعرف طريقها إلى أحوج الناس إليها ولم يكن هناك أحوج إلى الرعاية والعطف من هذا الشقي الهائم في البراري والجريمة .. قدم له أبو بكر كرمًا وخلقًا ساحرين جعلته يتعلق به دون غيره .. ومارس أبو بكر دور الداعية الناضج بالتربية المحمدية
¬__________
(¬1) سنده صحيح رواه الضحاك في الآحاد والمثاني 4 - 442 حدثنا إبراهيم بن حجاج السامي ثنا عبد الوارث بن سعيد نا محمد بن جحادة عن طلحة بن مصرف عن سليمان الأحول عن طارق بن شهاب عن رافع الطائي قال وسليمان بن أبي مسلم تابعى ثقة من رجال الشيخين -التقريب 1 - 330 وتلميذه طلحة ثقة قارىء فاضل من رجال الشيخين -التقريب 1 - 380 ومحمَّد بن جحادة ثقة من رجال الشيخين انظر التقريب 2 - 150 وعبد الوارث العنبري بالولاء ثقة ثبت من رجال الشيخين 1 - 527 وشيخ الضحاك ثقة ومن رجال الشيخين كبقية رجال السند -التقريب 1 - 33.
(¬2) سنده صحيح رواه ابن أبي عاصم في الزهد 1 - 108 حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع وأبو معاوية المعنى واحد قالا حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع الطائي قال .. في هذا السند أراني لا أحتاج لترجمة هؤلاء الأئمة سوى سليمان بن ميسرة وهو ثقة قاله ابن معين -الجرح والتعديل 4 - 143 وللحديث شواهد مرت أسانيدها.