كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)

فهمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضربه، فإنه لكذلك يريد أن يأمر بضربه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس مع أصحابه، إذ نزل عليه الوحي، فأمسك أصحابه عن كلامه حين عرفوا أن الوحي قد نزل، حتى فرغ، فأنزل الله: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ- (¬1) - وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ- (¬2) - عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)}.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
أبشر يا هلال، فإن الله قد جعل لك فرجًا. فقال: قد كنت أرجو ذلك من الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرسلوا إليها. فجاءت، فلما اجتمعا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قيل لها: فكذَّبت.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟
فقال هلال: يا رسول الله بأبي وأمي لقد صدقت، وما قلت إلَّا حقًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لاعنوا بينهما) (¬3).

ما هي الملاعنة
الملاعنة تكون بين الزوجين .. في حالة اتّهام الزوج لزوجته بالزنا .. فيحلف قائلًا أربع مرات: أشهد بالله أنني صادق في اتهامي .. وفي المرة الخامسة يقول أن لعنة الله عليَّ إن كنت كاذبًا عليها .. فيقام عليها الحد
¬__________
(¬1) يقذفون زوجاتهم.
(¬2) يمنع ويدفع عنها الحد.
(¬3) حديث صحيح انظر: تخريجه عند نهاية القصة.

الصفحة 62