كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)

الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان، أو حيثما دار، فذكرت ذلك أم سلمة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فأعرض عني، فلما عاد إليَّ، ذكرت له ذلك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكنّ غيرها) (¬1).
وانقسم نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى:

حزبين في بيت النبوّة
تقول عائشة رضي الله عنها:
(إن نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنّ حزبين:
فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية (¬2) وسودة، والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخّرها حتى إذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة، فكلّم حزب أم سلمة فقلن لها: كلّمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلّم الناس) (¬3)، فذهبت أم سلمة وكلّمته وحدث ما حدث كما في القصة السابقة .. لكن حزب أم سلمة لم يستسلم .. واصل المطالبة .. وهذه المرة قرّر الحزب أن يضغط على النبي - صلى الله عليه وسلم -، مستخدمًا جانب العاطفة الأبوية .. مدركًا مدى رقّته - صلى الله عليه وسلم - ورحمته ببناته وأولاده خاصة فاطمة الزهراء رضي الله عنها .. قرّر حزب أم سلمة ذلك
¬__________
(¬1) حديث صحيح رواه البخاري (3775).
(¬2) زوجة قادمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - سوف تأتي قصتها فيما بعد.
(¬3) حديث صحيح رواه البخاري (2581).

الصفحة 66