كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 3)

قالت العاشرة: زوجى مالك، وما مالك؟ مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهنّ هوالك (¬1).
قالت الحادية عشر: زوجي أبو زرع، فما أبو زرع: أناس من حلي أذني (¬2)، وملأ من شحم عضدي (¬3)، وبجحني فبجحت إلي نفسي (¬4)، وجدني في أهل غُنيمة بشق (¬5)، فجعلني في أهل صهيل وأطيط (¬6)، ودائس ومنق (¬7)، فعنه أقول فلا أقبح (¬8)، وأرقد فأتصبح (¬9)، وأشرب فأتقنح (¬10).
أم أبي زرع، فما أم أبي زرع؟ عكومها رداح، وبيتها فساح (¬11).
ابن أبي زرع، فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمسل شطبة (¬12)، ويشبعه
¬__________
= الرماد لكثرة ما يوقد نار لأضيافه .. وبيته قريب من النادي وهو مجتمع القوم ومنتداهم.
(¬1) إبله كثيرات .. لا يرسلهن للسرح إلا قليلًا .. إذا سمعن العزف على العود لوجود الضيفان أدركن أنهن منحورات لهم.
(¬2) أي حلاني أقراطًا فهن تنوس أي تتحرك لكثرتها.
(¬3) أي أسمنني وملأ بدني شحمًا.
(¬4) أي فرحني ففرحت .. وعظمني فعظمت عند نفسي .. والتبجح هو التعاظم والتفاخر.
(¬5) أي أنه وجدها عند أهل غنم قليلة وحياتهم فيها مشقة وفقر.
(¬6) نقلها إلى أرضه حيث صهيل الخيل وأطيط الإبل.
(¬7) أي أنه صاحب زرع يدوسه وينقيه.
(¬8) لا أحد يرد قولها ويقبحه.
(¬9) أي أنها تأخذ كفايتها من النوم لأن هناك من يخدمها.
(¬10) لا تترك الشراب حتى تقض حاجتها.
(¬11) واسع.
(¬12) أي خفيف اللحم كالسيف سل من غمده.

الصفحة 73