كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

وكذلك قوله تعالى: {وَأوتِيَتْ مِن كلِّ شَيْء} (١): فإنها لم تؤت النبوة، ولا ملك سليمان، ولا الشمس والقمر، مثلاً في جميع الحالات.
وكذلك قوله تعالى: {تدَمِّرُ كلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} (٢).
فإنها لم تدمر الجبال ولا السموات في جميع الحالات، فهذا تخصيص محقق لما فيه من المناقضة للعموم (٣).
قال المؤلف في شرحه: وبهذه الطريقة يظهر لك: أن أكثر ما يعتقد فيه التخصيص ليس مخصوصًا؛ فإن تلك الأفراد الخارجة من العموم إنما خرجت (٤) في أحوال خاصة لا (٥) في جميع الحالات، [فلا يحصل التناقض (٦) بين العام والخاص الذي هو شرط التخصيص، فتلك الأفراد إذًا إنما أخرجت بالتقييد لا بالتخصيص] (٧).
قوله: (وتخصيص الكتاب بالسنة المتواترة).
وكذلك يجوز عكس هذا، وهو: تخصيص السنة المتواترة بالكتاب على المشهور، نص عليه فخر الدين وغيره (٨).
---------------
(١) آية ٢٣ من سور النمل.
(٢) آية ٢٥ من سورة الأحقاف.
(٣) نقل المؤلف بالمعنى. انظر: شرح التنقيح للقرافي ص ٢٠٨.
(٤) المثبت من ز وط، وفي الأصل: "اخرجت".
(٥) "لا" ساقطة من ط.
(٦) انظر: شرح التنقيح للقرافي ص ٢٠٨.
(٧) ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(٨) هِذا على رأي الجمهور، ودليلهم: قوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكتَابَ تبْيَانًا لّكُلِّ شيْء} [٨٩ النحل]، والسنة من الأشياء فكانت داخلة تحت العموم.
مثال ذلك: ما رواه مسلم عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا عني خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلاً، البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة والثيّب =

الصفحة 266