كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

[وإنما قلنا: بأن العادة القولية هي المخصصة دون الفعلية] (١)؛ لأن القولية هي المعارضة للغة دون الفعلية، فكل من له عرف وعادة في لفظه فإنما (٢) يحمل لفظه (٣) على عرفه وعادته؛ لأن دلالة العرف مقدمة على دلالة اللغة؛ لأن العرف ناسخ للغة، فالناسخ مقدم على المنسوخ.
قوله: (قال الإمام (٤): إِن علم وجودها في زمان الخطاب).
قول الإمام هو تفسير لا خلاف؛ يعني: أن العادة التي يخصص بها العموم هي: العادة الحاضرة في وقت الخطاب؛ لأنها هي المعارضة للخطاب، وأما العادة الحادثة بعد الخطاب فلا عبرة بها، أي: لا يخصص بها العموم، ولا يقيد بها المطلق، ولا تأثير لها أصلاً.
قوله: (وهو متجه) , أي قول (٥) الإمام له وجه (٦)، وتوجيهه (٧): أن من له عوف [وعادة في لفظه، حمل لفظه على عرفه] (٨) وعادته الحاضرة لنطقه، دون العادة الغائبة عن نطقه، فلا يحمل عليها لفظه؛ لعدم معارضتها لنطقه
---------------
= واختاره أيضًا من الحنابلة أبو يعلى في العدة ٢/ ٥٩٣، ٥٩٤، والفتوحي في شرح الكوكب المنير ٣/ ٣٨٧، ٣٨٨، والبعلي في مختصره ص ١٢٤، واختاره ابن الحاجب ونسبه للجمهور، انظر: مختصر ابن الحاجب ٢/ ١٥٢.
(١) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(٢) في ز: "فإنه".
(٣) "لفظه" ساقطة من ز.
(٤) في ز: "قال الإمام فخر الدين".
(٥) في ط: "وقول".
(٦) في ط: "متجه أي له وجه".
(٧) في ز: "وتوجيهها".
(٨) ما بين المعقوفتين ساقط من ز.

الصفحة 287