كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

معًا (١)، أو وجد أحدهما (٢)، فلا يجوز وطؤها.
قاله ابن العربي في أحكام القرآن (٣)، هذا كله على (٤) قراءة التخفيف (٥)، وأما على قراءة التشديد: فالمراد بالطهر في اللفظين شيء واحد وهو: الاغتسال بالماء.
وذلك أن القراء اتفقوا على التشديد في اللفظ الثاني، وإنما اختلفوا في الأول بالتخفيف والتشديد: [قراءة (٦) حمزة (٧) والكسائي وأبي بكر بالتشديد (٨)
---------------
(١) المثبت من ط وز، ولم ترد: "معًا" في الأصل.
(٢) في ط: "إحداهما".
(٣) انظر: أحكام القرآن لابن العربي ١/ ١٦٦.
(٤) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "مع".
(٥) المراد: قراءة يطهرن في قوله تعالى: {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} آية ٢٢٢ من سورة البقرة.
(٦) "قراءة" ساقطة من ط.
(٧) هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي المعروف بالزيات، أحد القراء السبعة، ولد سنة ثمانين، أخذ القراءة عن: سليمان الأعمش، وحمران بن أعين، وأبي إسحاق السبيعي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم، وأخذ عنه القراءة: أبو الحسن الكسائي وغيره، وإليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش، وكان إمامًا، حجة، ثقة، ثبتًا، قيّمًا بكتاب الله، بصيرًا بالفرائض، عارفًا بالعربية، حافظًا للحديث، عابدًا، خاشعًا، زاهدًا، ورعًا، وإنما قيل له: الزيات؛ لأنه كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان، ويجلب الجوز والجبن إلى الكوفة، توفي رحمه الله سنة ست وخمسين ومائة (١٥٦ هـ) بحلوان.
انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ١/ ٢٦١ - ٢٦٣، وفيات الأعيان ٢/ ٢١٦، تهذيب التهذيب ٣/ ٢٧.
(٨) في ط: "بتشديد".

الصفحة 312