كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

قوله: (ونص على الحِسِّ نحو قوله تعالى (١): {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} (٢)).
ش: هذا مخصص آخر، يعني: أن الإمام فخر الدين (٣) نص في المحصول على أن التخصيص يكون بالحس (٤)، أي: بحاسة البصر؛ وذلك أن البصر شاهد بقاء الجبال والسموات لم تدمرها الريح (٥).
ويقرب من التخصيص بالحس التخصيص بالواقع، كقوله تعالى: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} (٦) فإن الواقع أنها لم تؤت النبوة، ولا ملك سليمان، ومثله (٧) قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} (٨) فإنه لم يؤت أسباب السموات.
ومثله (٩) أيضًا: قوله تعالى: {يُجْبَى (١٠) إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} (١١)، فإن
---------------
(١) "تعالى" لم ترد في أوخ.
(٢) آية ٢٥ من سورة الأحقاف.
(٣) في ط: "الفخر".
(٤) انظر: التخصيص بالحس في: شرح التنقيح للقرافي ص ٢١٥، شرح التنقيح للمسطاسي ص ١١٦، التوضيح شرح التنقيح لأحمد حلولو ص ١٨٤، المحصول ج ١ ق ٣ ص ١١٥، الإحكام للآمدي ٢/ ٣١٧، المستصفى ٢/ ٩٩، جمع الجوامع ٢/ ٢٤، نهاية السول ٢/ ٤٥١، شرح الكوكب المنير ٣/ ٢٧٨، إرشاد الفحول ص ١٥٧.
(٥) في ط: "لم تدمر بالريح".
(٦) آية رقم ٢٣ من سورة النمل.
(٧) في ط: "ومثاله".
(٨) آية رقم ٨٤ من سورة الكهف.
(٩) في ط: "ومثاله".
(١٠) تجبى بالتاء على قراءة نافع، والباقون بالياء، انظر: التيسير في القراءات السبع ص ٢٧٨.
(١١) آية رقم ٥٧ من سورة القصص.

الصفحة 317