كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (١).
مذهب الجمهور: أنه يعم كل محسن، لا فرق بين المذكورين قبله وغيرهم (٢).
ومثال العام المذكور في معرض الذم: قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٥٦) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} إلى قوله: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (٣).
مذهب الجمهور: أنه يعم (٤) كل ظالم، لا فرق بين المذكورين من قوم عيسى (٥) عليه السلام قبله، وغيرهم (٦) (٧).
---------------
(١) آية رقم ١٣٤ من سورة آل عمران.
(٢) انظر هذه المسألة في: شرح التنقيح للقرافي ص ٢٢١، شرح التنقيح للمسطاسي ص ١١٨، التوضيح شرح التنقيح لأحمد حلولو ص ١٩٠، مختصر ابن الحاجب ٢/ ١٢٨، المحصول ج ١ ق ٣ ص ٢٠٣، الإحكام للآمدي ٢/ ٢٨٠، جمع الجوامع ١/ ٤٢٢، نهاية السول ٢/ ٣٧٢، ٣٧٣، شرح الكوكب المنير ٣/ ٢٥٤، ٢٥٥، المسودة ص ١٣٣، مختصر البعلي ص ١١٦، تيسير التحرير ١/ ٢٥٧، فواتح الرحموت ١/ ٢٨٣، إرشاد الفحول ص ١٣٣.
(٣) آية رقم ٥٦، ٥٧ من سورة آل عمران.
(٤) انظر: المصادر السابقة.
(٥) في ط: "موسى".
(٦) في ز: "وبين غيره"، وفي ط: "وبين غيرهم".
(٧) وذكر أحمد حلولو قولًا آخر، وهو: أنه يعم إلا أن يعارضه عام آخر لم يقصد به المدح أو الذم.
ومثاله قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٢٩) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} (٢٩، ٣٠ سورة المعارج)، فهذا اللفظ في ملك اليمين لا يعم إباحة وطء كل ما ملكت يمينه حتى الأختين؛ لأنه عارضه عام آخر، وهو قوله تعالى: =

الصفحة 357