كتاب التكملة لكتاب الصلة (اسم الجزء: 3)

وَالِد شَيخنَا أبي عبد الله نزيل تلمسان أَخذ بمرسية عَن أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وتلمذ لَهُ مَعَ أبي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن سُفْيَان السّلمِيّ بلديه ثمَّ رحلا إِلَى المرية فلقيا بهَا أَبَا الْقَاسِم بْن ورد وَأَبا الْحسن بن موهب وَغَيرهمَا ثمَّ رَحل حَاجا صُحْبَة ابْن عَمه أبي أَحْمد مُحَمَّد بن أَحْمد بن معطي التجِيبِي فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة أَبَا عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن طحال المقدادي فِي ذِي الْحجَّة سنة 529 وَجَمَاعَة سواهُ وَأخذ الْقرَاءَات بهَا عَن أَبِي عَليّ الْحسن بن عبد الله بن عمر القيرواني الْمَعْرُوف بِابْن العرجاء وَانْصَرف إِلَى الأندلس فولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع أوريولة مُدَّة طَوِيلَة ودعي إِلَى الْقَضَاء فَلم يقبل وَحمل عَلَيْهِ فِي ذَلِك فاشتغل بِهِ نَحْو الشَّهْرَيْنِ ثمَّ استعفى مِنْهُ فأعفي وَكَانَ من أَهْل الْعلم وَالْفضل وَالدّين وَالْحِفْظ لِلْقُرْآنِ والْحَدِيث حسن الصَّوْت بِكِتَاب الله تَعَالَى إِذا سَمِعت صَوته عرفت أَنه يخْشَى الله متقللا من الدُّنْيَا لَهُ بضَاعَة يتعيش من فَضلهَا فصيح الخطابة غزير الدمعة يبكي ويبكي إِذا خطب وَقد حدث بِيَسِير وَسمع مِنْهُ توفّي بأوريولة بعد الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَابْنه إِذْ ذَاك ابْن ثَلَاثَة أَعْوَام أَو نَحْوهَا أَكْثَر خَبره عَن ابْنه وَمن خطه وَفِيه يسير عَن غَيره
71 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن عِيسَى الْأمَوِي النَّحْوِيّ من أهل إشبيلية يعرف بِابْن الرماك ويكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة وَأبي الْحَسَن بْن الْأَخْضَر وَأبي الْحُسَيْن بن الطراوة وَغَيرهم وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ إِمَامًا فِي صناعتها مُسلما لَهُ ذَلِك متصدرا لإقرائها والتعليم بهَا قَائِما على كتاب سِيبَوَيْهٍ وجد فِي إنجاب التلاميذ فَقل مَشْهُور إِلَّا قد أَخذ عَنهُ وَكَانَ أَبُو عَليّ الشلوبين يَقُول ابْن الرماك عَلَيْهِ تعلم طلبة الأندلس الجلة أَخذ عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن خَير وَأَبُو إِسْحَاق بْن ملكون

الصفحة 23