كتاب التكملة لكتاب الصلة (اسم الجزء: 3)

وشاعرها الْفَحْل المستبحر فِي الْآدَاب واللغات يكنى أَبَا الْحسن روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن حميد وَكَانَ عَالما بفنون الْآدَاب حَافِظًا لأيام الْعَرَب ولغاتها كَاتبا شَاعِرًا مفلقا صَاحب بديه وَرِوَايَة بليغ اللِّسَان والقلم فكها حُلْو النادرة نزيه النَّفس لم يتدنس بِهِجَاء أحد وَلَا ثلبه يعْتَرف لَهُ بِالسَّبقِ بلغاء وقته وأدباء عصره وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَدون شعره عَليّ حُرُوف المعجم فِي مجلدين وَله أرجوزة بديعة عَارض بهَا أَبَا الْحسن بن سيدة عَليّ حُرُوف المعجم أَيْضا ومقصورة يُعَارض بهَا أَبَا بكر بن دُرَيْد ورسالته الَّتِي ضمنهَا أَبْيَات الْجمل للزجاجي وسماها الرسَالَة الفريدة والأملوحة المفيدة لم يسْبق إِلَى مثلهَا وَقد سَمِعت مِنْهُ جَمِيع ذَلِك مَعَ ديوَان شعره بأسره وصحبته مُدَّة وانتفعت بِهِ وَأخذ عَنهُ أَصْحَابنا ولد ببلنسية فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وخمسمئة وَتُوفِّي بهَا بعد هدء من لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الثَّامِن عشر لشعبان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وستّمائة ودُفِن بمقبرة بَاب بيطالة لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور وَصلى عَلَيْهِ الْخَطِيب أَبُو عبد الله بن قَاسم رَحمَه الله
588 - عَليّ بن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد الله بن عَليّ البلوي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْحسن سمع أَبَا بكر بن خير وَأَبا عَمْرو بن عَظِيمَة وَأَبا بكر بن صَاف المقرئين وَأخذ عَن ابْن صَاف مِنْهُم الْقرَاءَات وَأَبا عبد الله بن الْمُجَاهِد وَأَبا بكر بن الْجد وَأَبا عَبْد اللَّه بْن زرقون وَلَقي بإشبيلية أَبَا الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبا زيد السُّهيْلي فَسمع مِنْهُمَا وَكتب إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَر بن مضاء وَأَبُو الْقَاسِم بن الْحَاج وَأَبُو الْوَلِيد بن المناصف وَأَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبُو الْقَاسِم الشراط وَمن أهل الْمشرق أَبُو طَاهِر السلَفِي وَفِي رِوَايَته سَعَة إِلَّا أَنه كَانَ يتحرج فِيهَا وَكَانَ فارضا مقدما فَقِيها حَافِظًا لَا يتقدمه أحد من أهل بَلَده فِي الْعَدَالَة لَقيته هُنَالك غير مرّة وَلم آخذ عَنهُ إِلَّا

الصفحة 233