كتاب التكملة لكتاب الصلة (اسم الجزء: 3)

غَالب بن عَطِيَّة وَأَبُو الْحسن بن الباذش وَغَيرهم ورحل حَاجا فِي سنة 528 فَأدى الْفَرِيضَة سنة تسع بعْدهَا وَلَقي بِمَكَّة أَبَا المظفر الشَّيْبَانِيّ وأخاه أَبَا الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن وَأَبا عَليّ بن العرجاء وَأَبا سعيد حيدر بن يحيى الجيلي فَسمع مِنْهُم وَسمع بالإسكندرية كثيرا من أَبِي طَاهِر السلَفِي وَأبي مُحَمَّد العثماني وقفل إِلَى الأندلس فِي سنة ثَلَاثِينَ وَكَانَ عدلا خيارا ضابطا عَارِفًا بِالنَّقْلِ مَوْصُوفا بالإتقان وَصِحَّة التَّقْيِيد متسع السماع متقللا منقبضا عَن النَّاس بضاعته حمل الْآثَار مَعَ مُشَاركَة فِي الْأَدَب وَغَيره أحد الْفُضَلَاء الجلة الْأَثْبَات وَقد كتب لأبي إِسْحَاق بن تاشفين وامتحن مَعَه لما نكب بإشبيلية وسلب كتبه وَكَانَ القَاضِي أَبُو عبد الله بن سَعَادَة يثني عَلَيْهِ ويصفه بِحسن التَّقْيِيد والضبط وجودة المذاكرة بِمَا قَيده قَالَ وَصَحب أَبَا عَليّ الصَّدَفِي كثيرا وَتحقّق بِهِ وَسمع مُعظم رِوَايَته وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بِن عياد مارأيت أوقف مِنْهُ على رِوَايَته وَلَا أذكر لحديثه وأراده أَبُو الْعَبَّاس بن الْحَلَال عَليّ الْقَضَاء فَامْتنعَ وآثر الاعتزال وَلزِمَ باديته بِخَارِج مرسية إِلَى أَن رغب إِلَيْهِ بآخرة من عمره فِي الْآخِذ عَنهُ فَأجَاب إِلَى ذَلِك وَقعد للإسماع فتنافس النَّاس فِي الرِّوَايَة عَنهُ لكَونه آخر الْمُحدثين المكثرين عَن أَبِي عَليّ الصَّدَفِي بِالسَّمَاعِ وَمن حدث عَنهُ بعده فَإِنَّمَا يروي بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة إِلَّا أفذاذا من المقلين وَسَماهُ ابْن بشكوال فِي مُعْجم مشيخته قَرَأت ذَلِك بِخَط الْأُسْتَاذ أبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي الْبَقَاء وَرُوِيَ عَنهُ جلة من شُيُوخنَا وَغَيرهم مولده بمرسية فِي الْمحرم سنة 490 هـ وَتُوفِّي بهَا فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة 566 وَقد قيل إِنَّه توفّي من ذبحة أَصَابَته فِي شَوَّال سنة سِتَّة وَسِتِّينَ وقرأت بِخَط صاحبنا أَبِي الْحجَّاج بن عبد الرَّحْمَن وَضَبطه لاشك فِيهِ أَنه توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ فَالله أعلم ذكره ابْن عياد وَفِيه عنْ غَيره
80 - عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فيره الجذامي من أهل أوريولة يكنى أَبَا زيد

الصفحة 28