كتاب التكملة لكتاب الصلة (اسم الجزء: 3)

عَبْد الله بن وضاح وَأبي الْحسن بن معدان وَأبي عبد الله بن أَبِي إِحْدَى عشرَة وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأبي الْحسن بن موهب وَأبي الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَغَيرهم وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن أبي يزِيد ورحل إِلَى قرطبة وسط سنة 530 فَسمع بهَا من بقايا رجالها أَبِي الْحسن بن مغيث وَأبي عَبْد اللَّه بْن مكّيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن أصبغ وَأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال وَمِمَّنْ قدم عَلَيْهَا كَالْقَاضِي أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحَسَن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأَبُو الْوَلِيد بن بِقُوَّة وَأَبُو بَكْر بْن مدير وَأَبُو جَعْفَر البطروجي وَأَبُو الْفضل بْن عِيَاض وَكتب إِلَيْهِ من الا سكندرية أَبُو طَاهِر السلَفِي وَأقَام بقرطبة نَحْو ثَلَاثَة أَعْوَام يسمع الحَدِيث والغريب وَغير ذَلِك ثمَّ انْصَرف إِلَى وَطنه فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أَن تغلب عَلَيْهِ الرّوم سنة 542 فَخرج مِنْهُ إِلَى مرسية وَأقَام بهَا أَيَّامًا ثمَّ انْتهى إِلَى جَزِيرَة شقر فأوطنها وَولي الصَّلَاة بهَا وَالْخطْبَة وَالْأَحْكَام نَحوا من اثْنَتَيْ عشرَة سنة ثمَّ نقل عَنْهَا فِي نَحْو سنة 556 إِلَى الْخطْبَة بِجَامِع مرسية فالتزم بذلك مناوبا لأبي عبد الله بن سَعَادَة وَأبي عَليّ بن عريب وَولي بعد ذَلِك قضاءها فِي سنة 575 فتولاه مَعْرُوف النزاهة مَحْمُود السِّيرَة لاينعى عَلَيْهِ الاحرج فِي خلقه وَكَانَ آخر أَئِمَّة الْمُحدثين بالمغرب وَالْمُسلم لَهُ فِي حفظ أغربة الحَدِيث ولغات الْعَرَب وتواريخها ورجالها وأيامها لم يكن أحد من أهل زَمَانه يجاريه فِي معرفَة رجال الحَدِيث وأخبارهم وموالدهم ووفايتهم سَمِعت أَبَا سُلَيْمَان بن حوط الله يَقُول سمعته يَقُول أَنه مر عَلَيْهِ زمَان يذكر فِيهِ تَارِيخ ابْن أَبِي خَيْثَمَة أَو أَكْثَره قَالَ وَكَانَ خَطِيبًا فصيحا حسن الصَّوْت وَله خطب حسان فِي أَنْوَاع شَتَّى من إنشائه سَمِعت شَيخنَا أَبَا زيد السُّهيْلي وَذكر أَبَا الْقَاسِم بن حُبَيْش وَحسن صَوته فَقَالَ لقد تمنيت صَوته مَعَ علمي بِأَن ذَلِك مُمْتَنع عِنْد سَمَاعنَا مَعًا بقرطبة عَليّ القَاضِي أَبِي بكر بن الْعَرَبِيّ وَقَالَ أَبُو عبد الله بن عياد كَانَ عَالما بِالْقُرْآنِ إِمَامًا فِي علم الحَدِيث عَارِفًا بعلله وَاقِفًا عَليّ أَسمَاء رُوَاته ونقلته لم يكن بالأندلس من يجاريه فِيهِ يقر لَهُ بذلك أهل عصره ويعترف بِهِ أهل دهره مَعَ تقدم فِي علم

الصفحة 35