كتاب التكملة لكتاب الصلة (اسم الجزء: 3)

الأداب وَحفظ للغة واعتناء بتصحيح ألفاظها واستقلال بغَيْرهَا من جَمِيع الْفُنُون يجمع إِلَى ذَلِك كُله صِحَة الضَّبْط والإتقان لما قَيده وَرَوَاهُ والثقة والصدق فِي مَا حمله ووعاه وَكَانَ لَهُ حَظّ وافر من البلاغة والاتساع فِي الْبَيَان والخطابة قَالَ وَكَانَ صَارِمًا فِي أَحْكَامه جزلا فِي أُمُوره مكرما لأَصْحَابه منوها بهم وأثني عَلَيْهِ كثيرا تصدر لإقراء الْقُرْآن وإسماع الحَدِيث وتدريس اللُّغَة والغريب وَكَانَت الرحلة فِي وقته إِلَيْهِ وَطَالَ عمره حَتَّى سَاوَى الأصاغر الأكابر فِي الرِّوَايَة عَنهُ وَصَارَ إِلَيّ اقتضابه لصلة ابْن بشكوال بِخَطِّهِ واستلحاقه عَلَيْهِ إِلَى غير ذَلِك من فَوَائده ومعلقاته فَكتبت من ذَلِك فِي هَذَا الْكتاب مانسبته إِلَيْهِ وَلم يؤلف فِي الحَدِيث عَليّ كَثْرَة مطالعته وتقييده غير مَجْمُوع فِي الألقاب صَغِير كتبته عَن ابْن سَالم عَنهُ وَله كتاب الْمَغَازِي فِي مجلدات كتبه النَّاس ولد بالمرية فِي النّصْف من رَجَب سنة 504 وَكَانَ يكره أنَّ يسْأَله أحد عَنْ مولده وَتُوفِّي بمرسية عَليّ رَأس الثَّمَانِينَ من عمره ضحى يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع عشرَة من صفر سنة 584 وَدفن يَوْم الْجُمُعَة بعد إِثْر صلَاتهَا خَارج بَاب ابْن أَحْمد إزاء مَسْجِد الجرف فِي مَوضِع مطل هُنَاكَ كَانَ رُبمَا استراح إِلَى الْجُلُوس فِيهِ أَيَّام حَيَاته قَالَه ابْن سَالم وَقَالَ أَبُو عِيسَى بْن أبي السداد ابْتَدَأَ بِهِ مَرضه الَّذِي توفّي مِنْهُ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ السَّادِس لمحرم أَرْبَعَة وَثَمَانِينَ وَتردد فِي علته تِسْعَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا إِلَى أَن قَضَت عَلَيْهِ لَيْلَة الْخَمِيس وَذكر تَارِيخ وَفَاته وَدَفنه كَمَا تقدم قَالَ وَصلى عَلَيْهِ أَبُو حَفْص الرشيد يَعْنِي أَمِير مرسية حِينَئِذٍ وَكثر الاحتفال لَهُ حَتَّى لم يُشَاهد قبل ذَلِك مثله وَكَاد يهْلك فِيهِ نَاس لِكَثْرَة الزحام

الصفحة 36