كتاب التكملة لكتاب الصلة (اسم الجزء: 3)

شاطبة يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أَبِيهِ وَمن أَبِي عَليّ الصَّدَفِي وَأبي جَعْفَر بن غزلون أَخذ عَنهُ صَحِيح الْبُخَارِي عَن الْبَاجِيّ وَمن أَبِي جَعْفَر بن جحدر وَأبي عَامر بْن حبيب وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ وَأدْركَ أَبَا مُحَمَّد الركلي وَمَا أرَاهُ سمع مِنْهُ وَله رِوَايَة عَن القَاضِي أبي الْحسن بن وَاجِب وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي القَاسِم بْن ورد وَأبي بكر بن مفوز أجَاز لَهُ مَا رَوَاهُ وألفه سنة 503 وَكَذَلِكَ أجَاز لَهُ أَبُو بكر مُحَمَّد بن خلف بن فتحون وَغَيرهم وَكَانَ فِي وقته بَقِيَّة مشيخة الْكتاب وَجلة الأدباء الْمَشَاهِير بالأندلس مَعَ الثِّقَة وَصدق اللهجة وكرم النَّفس بليغا مفوها مدْركا لَهُ حَظّ وافر من قرض الشّعْر وَتصرف فِي فنون الْأَدَب ومشاركة فِي الْفِقْه وَعقد الشُّرُوط وديوان منظومه ومنثوره المسمي بِنور الكمائم وسجع الحمائم بأيدي النَّاس وَقد حمل عَنهُ وعلت رِوَايَته وَطَالَ عمره فَحدث عَنهُ جمَاعَة من الجلة وَهُوَ آخر السامعين من أَبِي عَليّ الصَّدَفِي موتا نقلت من خطه وأنشدنيه أَبُو الرّبيع بن سَالم غير مرّة قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ عَليّ بَاب دَاره وأنشدنيه أَيْضا أَبُو عَامر بن نَذِير عَنهُ كتب بِهِ إِلَيْهِ وَأمر أَن يخط عَليّ قَبره
(أَيهَا الْوَاقِف اعْتِبَارا بقبري ... اسْتمع فِيهِ قَول عظمي الرميم)
(أودعوني بطن الضريح وخافوا ... من ذنُوب كلومها بأديمي)
(قُلْت لَا تجزعوا عَليّ فَإِنِّي ... حسن الظَّن بالرؤوف الرَّحِيم)
(وأتركوني بِمَا اكْتسبت رهينا ... غلق الرَّهْن عِنْد مولي كريم)
ولد بشاطبة سنة 502 وَقَالَ ابْن عياد مولده فِي شَوَّال سنة أَربع وَهُوَ غلط مِنْهُ

الصفحة 40