كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)

حجم النجم الأصلي مهيأ لذلك.
إذن النوفا والسوبرنوفا هما نوعين من الانفجارات النجمية تحدث في النجوم التي تكون قد قطعت شوطا كبيرا من حياتها وتطورها مع حرارة هائلة في داخلها قد تصل إلى مئات الملايين من الدرجات المئوية، وتؤدي هذه الانفجارات إلى الإطاحة بجزء من النجم أو النجم كله لتتناثر أشلاءه في الكون السحيق. فأما النوفا فهو انفجار يطيح بالجزء الخارجي من النجم دون النواة، وأما السوبرنوفا فهو نجم متفجر فائق التوهج يبدي تألقا كبيرا يعدل تألق مجرة بأكملها، ويعادل انفجاره قوة انفجار بلايين - نعم بلايين - القنابل الهيدروجينية المرعبة.
تحدث مثل تلك الانفجارات في النجوم التي تزيد كتلتها عن كتلة الشمس بعدة مرات (من 6 - 7 أو أكثر على أغلب الأقوال) بعد أن تكون قد استهلكت كامل وقودها الهيدروجيني - أي حالة الأقزام البيضاء وما دونها - ، حيث تتقلص المادة النجمية لدرجة كبيرة متضاغطة على بعضها لتصبح ذات كثافة هائلة تجعل السنتيمتر المكعب الواحد يزن آلاف الأطنان مما يجعل جاذبيته المركزية ضخمة جدا، وبفعل هذا التضاغط تزداد درجة الحرارة للمركز بشكل كبير لتصل إلى 600 مليون درجة مئوية، مما يؤدي إلى تشكل الكثير من العناصر الثقيلة كالمعادن ومنها المعادن الثقيلة مثل مجموعة الحديد (حديد - كوبلت - نيكل). هذا الأمر يجعل النجم تحت قوتين تعملان على انهياره وتفجره، الأولى قوة التجاذب الشديد نحو المركز التي تقدر بتريليون طن على البوصة المربعة الواحدة تعمل على صنع الانهيار الداخلي، والثانية قوة الضغط للخارج بسبب التمدد الحراري نتيجة للحرارة الهائلة تعمل على تفتت النجم وتشتيته في الفضاء. ينتج عن هذا الانفجار تحرر طاقة هائلة تقذف بمادة النجم بعيدا مصدرة ضياء شديدا مع تشكيل سحب من الغازات والغبار الذي ربما يكون سببا في نشأة نجوم وكواكب جديدة، وهذا دليل آخر على مبدأ الخلق والإعادة التي نص عليها القرآن الكريم وكما سنبين لاحقا .. ثم تتكاثف المادة المركزية بعد الانفجار في هيئة نجم حار جدا لا يزيد قطره عن 16 كم مشكلا ما يعرف بالنجم النيوتروني. أو قد لا يبقى من الانفجار سوى هوة لا قرار لها تبتلع النجوم التي حولها لتمثل ما يعرف بالثقوب السوداء «1».
______________________________
(1) د. مخلص الريس/ د. علي موسى، الكون والحياة من العدم حتى ظهور الإنسان، ص 125 - 128، بتصرف.

الصفحة 15