كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)

1. الإيجاد من العدم: هذه المسألة عبر عنها الكتاب العزيز في أكثر من موضع، كما في قوله تعالى: ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ ولا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) (الحديد: 22)، ونبرأها أي نخلقها من العدم، فكلمة البارئ وهو اسم من أسماء اللّه الحسنى يعني الخالق للأشياء على غير مثال سابق، فهو خالق الأشياء من العدم ثم أوجدها بقدرته إلى عالم الظهور والشهادة «1». وفي قوله تعالى في سورة الأعراف (54) ما يؤكد لك أن خلق الكون كان من أمر اللّه تعالى بالخلق من العدم: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً والشَّمْسَ والْقَمَرَ والنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ والْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (54)، فاللّه خالق كل شيء قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (16) (الرعد: من الآية 16)، اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) (الزمر: 62)، ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) (غافر: 62). وإذن من أسماء اللّه تعالى الحسنى (البارئ) أي الخالق من العدم، وهو سبحانه من فلق كل شيء في هذا الكون من أصله بعد أن أوجده من العدم:
* إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ والنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ومُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فالِقُ الْإِصْباحِ وجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً والشَّمْسَ والْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) (الأنعام) .. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) (الفلق: 1).
2. سرعة العملية (سرعة قيام الساعة والأمر الإلهي كن): لو عدنا إلى تصنيف السرعة في القرآن الكريم لوجدنا أنها تتلخص في الجدول أدناه:
إن سرعة تنفيذ هذا الأمر الغيبي العظيم الذي هو حق كما أنكم تنطقون نص عليه القرآن الكريم (8) مرات بلفظة (كن) وبتعابير أخرى مختلفة اللفظ متشابهة المعنى في آيات مباركات أخرى عديدة كقوله تعالى: وما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)
______________________________
(1) موسوعة أسماء اللّه الحسنى، قرص مدمج.

الصفحة 43