كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)
في أغلب التفاسير أن المقصود بالآية هو سيدنا جبريل عليه السّلام كما جاء في تفاسير البيضاوي القرطبي والطبري وابن كثير، وكتب البرهان والإتقان والتبيان ولسان العرب، على أن بعض المفسرين قالوا أن المقصود هنا هو النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم.
6. الخلق والإعادة: إن العمليات المتكررة: كون صغير ساخن، انتقالات طورية، فك التناظر، توسع وتمدد مع برودة، كون كبير، انفجار، تكون أجرام وأفلاك، توسع ثم انفجار مرة أخرى، أي بدء خلق وإعادة اختصرها القرآن الكريم بالآيات الكريمات في قوله تبارك وتعالى: .. إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ .. (يونس: من الآية 4) .. كَما بَدَانا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ .. (الأنبياء: من الآية 104).
7. القيومية: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَاخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) (البقرة: 255) .. اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (آل عمران: 2) .. * وعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) (طه: 111) .. والقيوم في اللغة هو السيد وسائس الأمر، والقيوم مبالغة من القائم بالأمر، وهو بحق اللّه تعالى الذي لا بدء له وهو المدبر. أما اصطلاحا فالقيوم هو البالغ النهاية في القيام بتدبير ملكه، القائم بذاته على الإطلاق، الغني عن غيره المستند إليه كل ما سواه من الموجودات، فهو قائم بنفسه، سبب وقوام لكل ما عداه. قال مجاهد: القيوم هو القائم على كل شيء، وقال قتادة: القيوم هو القائم على خلقه بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم «1». فالقيوم إذن هو المدبر لشئون الكون باستمرار، ويعضد هذا المعنى ما جاء في معنى مدبر أمر الكون بكل ما فيه من موجودات، وهو قوله تعالى:
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً والشَّمْسَ والْقَمَرَ والنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ والْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (54) (الأعراف: 54) .. إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
______________________________
(1) موسوعة أسماء اللّه الحسنى، قرص مدمج/ 2.