كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)
السَّماواتِ والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (3) (يونس: 3) .. قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ والْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ والْأَبْصارَ ومَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ويُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ومَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31) (يونس: 31) .. اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وسَخَّرَ الشَّمْسَ والْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) (الرعد: 2) .. يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) (السجدة: 5).
8. توسع الكون: أكد القرآن هذه الحقيقة بقوله تعالى: والسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)، (الذاريات: 47). وكلمة موسعون تحمل معنى قادرون إذا أخذت الكلمة على معنى السعة أي القدرة، وتعني أيضا موسّعون أي زيادة الحجم إذا أخذت الكلمة على معنى السّعة أي الكبر أو الحجم، وكلا المعنيين يحمل إمكانية التوسع.
والغريب أن التشبيهات الحديثة العلمية لتوسع الكون كمن ينفخ في فقاعة. والمجرات تتباعد جراء هذه النفخة. ولأن الكون يتباطأ في اتساعه كما أثبت العلم الحديث فلا بد أن النفخة كانت واحدة وليست مستمرة وربما كانت النهاية هو الانفجار جراء هذا التوسع وهذا التشبيه مقتبس من القرآن. إن توسع الكون لا يعني أنه غير محدود بل إن في كل لحظة من توسعه محدود الأبعاد والمجرات في حجومها وأبعادها المتغيرة ضرورية جدا في توازن الكون «1».
9. خلق سبع سماوات: ولَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (17) (المؤمنون: 17) .. فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) (فصلت: 12) ..
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ
______________________________
(1) عن كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم). وانظر كتاب (أنظمة رياضية في برمجة حروف القرآن الكريم)، الدكتور أحمد محمد إسماعيل، ص 156 - 162.