كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)
الفصل الثاني جولة قرآنية مع الفلك
لا أستطيع أن أفي حق هذا الموضوع الذي فصله القرآن الكريم أيما تفصيل، إلا أنني سأختصر قدر الإمكان. فالموضوع أوسع مما ذكر وكتب عنه بكثير، وسوف نقتطف بعض المعلومات العلمية الفلكية بتلخيص سريع لنربطها مع آيات اللّه لنعرف الحقائق المذهلة الآتية ولنتدبر: -
خلق الكون
يذكر (ديفيس) في مقدمة كتابه عالم الصدفة (إن الاكتشافات الحديثة حول الكون البدائي تجبرنا على قبول الفكرة بأن الكون وضع مداره بتنسيق دقيق ومذهل) .. ويقول ستيفن هوكنغ خليفة إينشتاين: (يجب أن نعترف بحقيقة مفادها أن الكون قبل لحظة التكون الأول والانفجار قد تكون من العدم). ويقول علم الفلك الحديث أن الكون تكون من الانفجار الأول وهو يتسع ويبرد ثم سيعود مرة أخرى للنهاية الحتمية له إما بالانفجار أو الطي. وكل هذه الحقائق ثبتها القرآن الكريم قبل أكثر من 1400 عام خلت، لنتدبر:
1 - يقول اللّه تعالى: أَولَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ والْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (30) (الأنبياء: 30)، فباللّه عليكم ما لقريش ولأمور خلق السموات والأرض أو خلق الكائنات، وهل كانت من ضمن اهتماماتهم؟ وما قرأنا في السير ليهود أنهم سألوا ذلك، فلم نزلت الآية إذن، ولمن الخطاب؟ ... الخطاب هنا مستقبلي وهو لكفار من نوع آخر وهم واللّه أعلم ملحدو زماننا الحاضر من يهود أو متهودي هذا العصر، فأكبر نظريتين عملتا على تأسيس مدرسة الإلحاد في عصرنا هذا هي نظريتي (الانفجار الكبير) والخاصة بنشأة الكون، و (أصل الأنواع) والخاصة بنشأة الكائنات ومنها الإنسان، ذلك أنهما - على الرغم من دحض