كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)

4 - لقد أكد القرآن هذه الحقيقة بقوله تعالى: والسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) (الذاريات: 47)، وكما بينا آنفا. بل وأن أحدث النظريات الفلكية والتي وضعت في التسعينيات من القرن العشرين الميلادي تذهب إلى أن الكون سينتهي بإحدى احتمالين إما الانفجار أو الطي «1»، وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:
يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَانا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (104) (الأنبياء: 104).
5 - ظل الاعتقاد زمنا طويلا أن الكون لا نهائي الأبعاد ولم يخطر على ذهن العلماء في العصور المنصرمة تحديد شكل الكون وأبعاده ولم يلتجئ علماء المسلمين إلى القرآن لاستنباط الحقائق التي تساعد في اكتشاف أبعاد الكون وشكله. لقد قال اللّه في كتابه الكريم ... وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ ... (البقرة: من الآية 255)، ويعني أن يحيط الوجود والإحاطة دليل البعد والبعد دليل المحدودية وما استنتاج أنشتاين في محدودية الكون سوى حقيقة قرآنية. إضافة إلى ذلك فإن اللّه وصف ذاته رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ ... (غافر: من الآية 15). ولنتأمل كلمة رفيع والتي تأتي بعدها كلمة الدرجات ونحصي أعداد حروفها وفق مقادير أرقام الحروف التي كانت تستعمل في حساب الجمل زمن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم «2»، وعند ذاك يكون مجموع حروف كلمة رفيع: 360 درجة وهي درجات الدائرة والكرة (360 دائرة في 360 مستوي) وهذا أعظم تعبير على أن الكون كروي أيضا.
سرعة الضوء
أ - إن الروح بعد الموت ترجع إلى اللّه تعالى، تدبر قول اللّه تعالى: واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281) (البقرة:
______________________________
(1) سنفصل هذه المسألة في الكتاب الأخير من هذه السلسلة الذي يتحدث عن آخر الزمان وأهوال القيامة.
(2) موضوع حساب الجمل هذا يحتاج إلى تفصيل، الأمر الذي فعلناه في برنامج (آيات وحوار) الذي عرض على قناة ART - العالمية واقرأ - ، وكذلك في كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم.

الصفحة 54