كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)

أن الكرة الأرضية تقع تقريبا في منتصف المسافة بين مركز الكون وحدوده الخارجية، لاحظ المقدار المشترك بين حسابات القرآن وأنشتاين وهو (10 23). وهناك احتمال وهو أن الروح تسير في رحيلها بأكثر من سرعة الضوء، واللّه أعلم ..
لا يشترط من هذه الحسابات أنها ملزمة كتفسير، ولكن تدبرها من الناحية الرياضية يعطي أمورا عجيبة حقا. في المؤتمر العلمي العالمي الخامس للإعجاز الذي عقد بقاعة غورباتشوف بموسكو عام 1993 م والذي نتج عنه نتائج عظيمة منها إسلام 40 عالم من كبار علماء العالم وفي شتى الاختصاصات تم اكتشاف سرعة الضوء من القرآن الكريم بالإضافة إلى توصيات غاية في الأهمية. فمن الآيات التي عرضناها آنفا تم وضع معادلة تبين أن القرآن الكريم أقر سرعة الضوء وما هو أكبر منها، وهذا ما بيناه في كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم.
لقد برهن إينشتاين (في نظريته النسبية العامة). أن الضوء لا يسير بخط مستقيم، بل بخط منحني مغلق ... فلو أطلقت شعاعا لعاد إليك ذلك الضوء بعد ملايين السنين، ولو أطلقته في الاتجاه المعاكس لرجع إليك ضعيفا واهنا بعد ملايين السنين. لننظر إلى هذه الحقيقة في التعبير القرآني: يقول سبحانه وتعالى ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وهُوَ حَسِيرٌ (4) (الملك: 4)، لاحظنا هنا كيف جاءت بوضوح كلمة ينقلب معبرة عن اجتيازه أبعاد الكون عائدا وليس منعكسا وهو أروع وأدق تعبير عن هذه الحقيقة العلمية .. وربما تعني مرتين مرة في اتجاه دوران الأرض وأخرى عكس ذلك حيث ستكون النتيجة نفسها في الحالتين. والآية ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ ... ، لا يعني لغويا مرتين - انظر البرهان في علوم القرآن للزركشي - .
غزو الفضاء وبوابات السماء:
لقد خاطب القرآن عقول البشر في أطوار حياتهم المتطورة كما خاطب البشر في زمن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم فهو كتاب لا تنحصر مفرداته بحياة العرب والمسلمين في زمن النزول وإلا كيف يمكن أن يخاطب بشرا في الصحراء وما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ولا فِي السَّماءِ ... (العنكبوت: من الآية 22). صحيح أن العرب آنذاك أدركوا هذا القول من خلال زخم الأيمان ووفق تصورات مراحل حياتهم البسيطة إلا أن القرآن قد برهن على

الصفحة 56