كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)
المعراج (الملتوي) أو المنحني أو المتقطع. انظر قوله تعالى: ولَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) (الحجر). وهذه الحقيقة القرآنية تتضمن:
أ - عند ما يجتاز الإنسان حدود السماء يستمر في حركة غير مستقيمة ونؤكد على قوله تعالى ... فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ، أي استمروا في حركتهم عند ما يجتازوا حدود الجاذبية الأرضية بحركة العروج، والعروج لغة هو المسير بانحناء وميلان، وهو نفس الأسلوب المتبع حاليا في سفن الفضاء عند اجتيازها للغلاف الجوي.
ب - أكد رواد الفضاء أن الدوران حول الأرض يكون في أجواء مظلمة وكأنها ليل أرضي وبدون نهار كما هو عليه في الأرض وهذا معنى قوله تعالى ... إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا ... وهو أروع تعبير عن هذه الحالة وهذا إعجاز عظيم في علوم القرآن. وهذا القول نفسه ذكره آرمسترونغ الرائد الفضائي الأمريكي بعد 1400 عام من نزول القرآن عند ما نظر إلى المنظر الذي ترونه أمامكم في الشكل اللاحق فقال متعجبا" أنا مندهش ولا أصدق ما أرى، إنه سحر" والحالة هنا تعجب للرائي بين نور الشمس الساطع على الأرض من جهة، والظلام الدامس الحالك للكون لحظة عبور رائد الفضاء للغلاف الجوي المسبب الرئيس لحالة النور على الأرض، فيكون حائرا هل عمي أم سحر من روعة المنظر وغرابته. فالمنظر الذي تراه في الصورة اللاحقة هو الجواب، اللحظة الانتقالية بين النور الذي على الأرض، وبين الظلام الذي في الكون، وهذه الصورة مأخوذة حقيقة من رواد الفضاء لإحدى السفن الفضائية، أخذوها وهم في حالة من العجب والدهشة الكاملة.