كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)

ثم تأتي (السماوات) و (السماوات العلى) في الكتاب العزيز لتوضح تفصيل هذه الطبقات، فقد جاء ذكرها 182 مرة. وأن معاني السماء كطبقة محددة تحددها معنى وسياق الآيات، فذكر نزول الماء من السماء يعني السماء الأولى، وأنها تحفظ وترجع يعني طبقات الغلاف الجوي وسماء المجموعة الشمسية، بينما تأتي لتبين السماوات بمجملها كقوله تعالى بَدِيعُ السَّماواتِ والْأَرْضِ وإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)، (البقرة: 117)، ولتبين أن اللّه تعالى له القيومية المطلقة على جميع أمورها ف لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ ... (البقرة: من الآية 284).
كما وأوضح الكتاب العزيز أن بين هذه الطبقات بوابات لا يمكن ولوج سماء من أخرى إلا بواسطة هذه البوابات، وأن اللّه تعالى بيده مفاتيح هذه البوابات لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ والْأَرْضِ والَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (63) (الزمر:
63). لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ والْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ ويَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) (الشورى: 12).
هذه البوابات ليست كأبوابنا وإنما هي حواجز وبرازخ تتعلق بكثافة المجال الكهرومغناطيسي وأمور أخرى. فالسماء الدنيا التي هي الغلاف الجوي لا يمكن الخروج من الأرض إليها إلا باتباع مسارات معينة تصل بالمركبة الفضائية إلى هذه البوابات كي تستطيع أن تتحرر من الجذب الأرضي وهو ما يسمى بسرعة الانفلات الأرضي والبالغة (2، 11 كم/ ثانية)، وإذا ما سارت المركبة من اتجاه آخر فإنها ستتحطم، وهكذا لبقية السماوات الأخرى.
من الناحية العلمية تقسم السماوات في علم الفلك إلى عدة سماوات كما فصلنا في بداية الكتاب، وأن بين كل سماء وأخرى بوابات خاصة. هذه السماوات هي سماء الأرض، سماء المجموعة الشمسية، سماء مجرتنا (درب اللبانة)، سماء المجرات المحلية، مجموعة المجرات الكبرى، نهايات الكون المرئي، كما في الشكل في الصفحة السابقة .. لنستمع للوصف القرآني:
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)، (البقرة: 29) .. فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ

الصفحة 60