كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)
وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) (فصلت: 12) .. إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (6)، (الصافات:
6) .. اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ ومِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)، (الطلاق: 12) .. الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (3)، (الملك: 3) .. أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (15)، (نوح: 15).
إذن سبق القرآن الكريم وصف العلم بعدد طبقات السماء، وكذلك البوابات التي بينها وهو قوله تعالى: وفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19) (النبأ: 19).
العجيب في المسألة أن الخطاب القرآني الموجه هنا في الضمير العائد على الكفار، (عليهم)، ولكن أي كفار، هل هم كفار قريش والعرب، أم اليهود وأهل الكتاب؟.
الجواب قطعا لا، لأن المسألة ببساطة أن هؤلاء القوم ليس لهم أية اهتمامات بعلم الفلك وطبقات السماء ولا يستطيعون تصورها بالمرة، ولكنه القرآن الكريم الذي يخاطب كل الأزمنة وكفار كل العصور كما رأينا في قول آرمسترونغ الذي كان بالضبط وكأن القرآن قد نزل يقصده بهذه الآية، فسبحان اللّه العظيم «1».
طبقات الغلاف الجوي وحفظها لسماء وجو الأرض:
يقسم العلماء الغلاف الجوي (سماء الأرض أو السماء الأولى) إلى عدة طبقات، وكل واحدة مسئولة عن حماية الأرض من خطر معين، أما من دقائق الكون الذرية، أو من الإشعاعات المختلفة كالسينية وغاما وألفا وفوق البنفسجية وغيرها، أو لإعادة بخار الماء لتكوين السحب أو إنزال المطر.
إن طاقة الشمس المنبعثة منها تحتوي الكثير من الإشعاعات المميتة للمخلوقات الأرضية ولو وصلت تلك الأشعة إلى الأرض لانعدمت الحياة عليها. إن الأشعة فوق البنفسجية القادمة مع أشعة الشمس عند اصطدامها بالأوكسجين الجوي تحوله إلى طبقة
______________________________
(1) لمزيد من مناقشة البعد المستقبلي في الخطاب القرآني أحيل القارئ الكري لكتابنا (القرآن منهل العلوم)، ليجد كيف أن القرآن العظيم يخاطب بقصصه وأمثلته كل الأزمنة وليس كفار عصر التنزيل فقط أو مؤمنوهم .. راجع المصادر.