كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)
ورياحها وسحابها، وما فيها من قدرة اللّه تعالى، إذ لو نظروا واعتبروا لعلموا أن لها صانعا قادرا فيستحيل أن يكون له شريك.
وفي قوله تعالى والسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5)، (الطور: 5). يقول ابن كثير رحمه اللّه تعالى في تفسيره ما نصه: قال سفيان الثوري وشعبة وأبو الاحوص عن سماك عن خالد بن عرعرة عن علي والسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5)، يعني السماء قال سفيان ثم تلا وجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ (32)، وكذا قال مجاهد وقتادة والسدي وابن جرير وابن زيد واختاره ابن جرير وقال الربيع بن أنس هو العرش يعني أنه سقف لجميع المخلوقات وله اتجاه وهو مراد مع غيره كما قاله الجمهور ..
أما القرطبي رحمه اللّه تعالى فيفسرها بقوله: يعني السماء سماها سقفا لأنها للأرض كالسقف للبيت؛ بيانه: وجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً (الأنبياء: 32)، وقال ابن عباس: هو العرش وهو سقف الجنة ..
أما رأي العلم الفلكي الحديث في هذا الإعجاز القرآني فهو قوله تعالى في سورة (الأنبياء: 32) وجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ (32).
الغلاف الجوي سبب رئيسي للحياة على وجه الأرض بالنسبة لجميع الكائنات الحية، حتى تلك التي توجد في أعماق البحار. وهو الذي تظهر فيه القبة الزرقاء صافية عند ما يفسره ضوء الشمس أثناء النهار ... فإذا سلبه اللّه عزّ وجلّ منا لظهرت السماء سوداء ليلا ونهارا، ولما استطعنا أن نراها حمراء عند غروب الشمس، ولا وردية الأطراف عند الفجر ... وهو (الغلاف الجوي) سبب رئيسي لحدوث الرياح، والسحب والأمطار ... وهو أيضا سبب لوجود النار، التي لا بد لحدوثها من وجود غاز الأوكسجين الذي هو من مكونات الغلاف الجوي ... والهواء هو الوسط الذي تنتقل عبره اهتزازات الصوت وموجاته، لتلامس طبلة أذن السامع فيسمع، فإذا سلبه اللّه تعالى منا ما استطاع أحد على وجه الكوكب الأرضي أن يسمع شيئا ... !! والغلاف الجوي هو سبب حماية الأرض ومن عليها من أضرار الإشعاعات الكونية الصادرة عن الشمس أثناء النهار، إذ يمتصها، وخصوصا الموجات القصيرة المميتة. كما أن الغلاف الجوي يلف الأرض وما عليها من كائنات حية أثناء الليل بغطاء حافظ