كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)
الأرض، وتمتص الإشعاعات الكهرومغناطيسية القادمة من الفضاء الخارجي وتمنعها من الوصول إلى الأرض.
كهربائية سطح الأرض وكهربائية الغلاف الجوي ولدينا آية قرآنية ذات علاقة وطيدة بموضوعنا الحالي، وهي قول اللّه تبارك وسبحانه وتعالى: والسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ، (7) (الذاريات: 7) ... والحبك هي الطرائق أو الطرق المحكمة الخلق، وهي ما اكتشفه العلماء مؤخرا في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، وأسموها (مواسير التنفس) وتوصلوا إلى معرفة وظيفتها، وهي تخليص الغلاف الجوي من الغازات المتأينة التي تدخله مما يحدث فوق سطح الأرض كانفجار البراكين، واحتراق النفايات، وعوادم المحركات والمصانع، وهي الغازات والنواتج والعوادم التي تقذف بها الرياح إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، مصدقا لقول اللّه تبارك وتعالى:
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1)، (المرسلات: 1) ... فاللّه تعالى يقسم في هذه الآية بالرياح العالية التي تعلو وترتفع حاملة معها هذه المواد الضارة، ولو أوقف اللّه عزّ وجلّ عمل هذه (المرسلات) لبقيت هذه الغازات الخانقة والمواد الضارة والعوادم الخطيرة في طبقة التروبوسفير (الملامسة لسطح الأرض) ولاختنقت الأحياء وماتت.
وإذن من معاني قوله تعالى: وجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ (32)، أن سماءنا الدنيا (الغلاف الجوي) سقفا محفوظا حقا.