كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)
القمر واكتشافه بوسيلة ذات مراحل:
ورد لفظ (القمر) في القرآن الكريم 5 مرات، كما ورد لفظ (والقمر) معطوفة على جرم أكبر منها وهو الشمس، أو بعد قسم رباني 20 مرة، كلها جاءت بصيغة المعرفة (معرف بأل) دلالة على الأهمية والوضوح والقصد من المعنى ... كما جاء بلفظ الأهلة (جمع هلال)، أي مواقيت بزوغه وأطواره واختفائه.
ومعلوم ما للقمر من أهمية في أسفار الأمم السابقة في البر والبحر، وما له من الأهمية في المد والجزر للبحار وانعكاس ذلك على مصالح أهل الأرض. كما وله من الأهميات المباشرة وغير المباشرة ما يطول شرحه، فضلا عن جماله وتأثر الحضارات البشرية به في كل الأزمان، فكان الجرم الفلكي الأول الذي فكر الإنسان باقتحامه وتم ذلك فعلا في عصرنا الحديث هذا.
في القرآن الكريم إشارة أصبحت الآن واضحة وهي أن القمر يمكن اكتشافه بوسيلة متعددة المراحل. عند ما اكتشف القمر كانت السفن الفضائية لا تتجاوز حدود الجاذبية في مرحلة ولكن في ثلاث مراحل حيث ينطلق الصاروخ الثاني عن الأول والثالث عن الثاني ولو سمينا الصاروخ الحامل للسفن الفضائية (طبق) لكانت مراحله (طبقا عن طبق) انظر قوله تعالى فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) واللَّيْلِ وما وَسَقَ (17) والْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19)، (الانشقاق)، وكلمة اتسق تعني اكتمل أي ظهر كله وفي التعبير الرمزي ربما أن أسراره قد اتضحت واكتملت لذلك كان التعبير عن ذلك لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19). ولو كان المراد من كلمة (اتسق) يعني أصبح بدرا، لأصبح من الصعب تفسير معنى طبق عن طبق الواردة بعدها. واللطيف أن القمر هو أول جسم كوني وصله الإنسان واكتشفه وهذا ما ربطته الآية المباركة. ومن المعلوم أن سرعة الانفلات من الأرض تساوي 2، 11 كم/ ثا. وبالإشارة إلى ما حققته النسبية العامة في العام 1916 م وإثباتها عمليا عام 1919 م من قبل البعثة الملكية البريطانية عند حدوث الكسوف الكلي للشمس، وكيف يتم التعامل بالتلسكوبات عند تصميمها بوضع معامل انحراف لها .. فالآية الكريمة استخدمت التعبير (عن)، و (عن) تستخدم للمجاوزة ولم تستخدم معنى (على) فالإشارة إلى مراحل الصاروخ الثلاث يشكل خللا لغويا في المعنى، كما وأن تفاصيل القسم