كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)

الكواكب السيارة
يقول تعالى في سورة التكوير فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (16) واللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) والصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) ..
الخنس هي الكواكب التي تخنس عند أفولها بسبب تأثير ضوء النهار عليها، والجوار الكنس الكواكب التي تكنس الفضاء بدورانها حول الشمس .. ثم يعقب القرآن الكريم على ذلك القسم العظيم بقسم آخر هو القسم بالليل عند ما يخيم على الأرض، ثم يأتي الفجر متنفسا الصعداء بنوره بعد ظلمة الليل الحالكة .. لاحظ التشبيه البلاغي المذهل من جهة، ودقة المعلومة الفلكية من جهة أخرى .. ترى هل يمكن لأكبر عالم فلك أو رائد فضاء أن يعبر عن عملية دوران الكواكب حول الشمس لتكوين الفصول الأربعة، أو حول نفسها لتكوين الليل والنهار بأبلغ من هذا التعبير؟! .. بل وهل يمكن لبشر عاش في عصر بعيد أن يعطي معلومات بهذه الدقة توصلنا لهذا اليوم؟. الجواب لكم! ..
ميكانيكية الظل
سوف نقطف زهرة أخرى من بساتين هذا العلم الكبير والتي أوردها القرآن العظيم في موضوع الظل والضوء حيث إن هذا العلم وما أولاه القرآن من عناية يحتاج إلى مجلدات وكتب عديدة لا يسعها عمل بسيط مثل هذا العمل ..
تكلم الرازي عن كروية الأرض كأول عربي مسلم وقد سبقه الإغريقي ارستاركوس إلا أن القرآن الكريم قد أشار إلى الدحي وهو شكل بيضوي وليس كرويّا تماما. ولقد أشار اللّه تعالى إلى الظل في كتابه الكريم في أكثر من آية وحملت فيها من المعاني اللفظية العلمية لكي نتفكر ونتدبر لهذه المعاني ونصل إلى نهايتها إلى بعض من دلائل قدرة اللّه في هذا الكون العظيم وقد جاء في كتب التفسير أن الظل هو عتمة الفجر حتى طلوع الشمس، أما الظل بمعناه العام فهو يشمل الخيال الناتج عن الشخص أو الشاخص في اتجاه سقوط أشعة الشمس.
الآيتان (45 و46) من سورة الفرقان تبينان حقيقة دوران الأرض حول نفسها كما أن كواكب المجموعة الشمسية ليست فيها كواكب ساكنة تسكن في الظل فهي تدور جميعها حول نفسها وحول الشمس مثل الأرض تماما. كما أن سنة عطارد أقصر من يومه أما عند ما تكون حركة الكوكب حول نفسه بقدر سرعته حول الشمس فإنه لا يلامسه من الشمس من إشعاع سوى وجه واحد .. ويختلف طول الظل تبعا لزاوية سقوط

الصفحة 78