كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)
تعالى غيبا لا نحتاج إلى الدليل المادي لنلمس حقيقة الخلق التي أخبرنا بها القرآن الكريم، ولكننا نحاول أن نفهم المسألة من تلك الحقائق لنعطي الحجة المادية لمن يبحث عنها.
ذكرنا في الكتاب السابق القوى الأربع التي تحكم الكون وبعض أبعاد الكون المرئي.
من الناحية الكبرية، فإن الكون القابل للرصد يتألف من تعنقدات أو عناقيد أو حشود للمجرات أو الأبراج، ويقدر عدد المجرات ما بين مائة مليون إلى مائة مليار مجرة، وتتألف المجرة الواحدة من مائة مليار نجم تقريبا نصفها على الأقل أكبر من حجم شمسنا. أي أن الكون القابل للرصد يحوي على الأقل مائة مليار نجم. ومع أن المجرات تأخذ أربعة أشكال (الإهليليجي، الحلزوني، العدسي، وغير المنتظم)، فإن النوع الحلزوني هو الأكثر شيوعا وأروعها جمالا، ومنه مجرتنا مجرة درب التبانة، والتي تقع مجموعتنا الشمسية عند إحدى الأذرع الخارجية لها.
مجرتنا عبارة عن طبق هائل الأبعاد يبلغ قطره حوالي 100000 سنة ضوئية «1» أو 950 مليون مليار كيلومتر. تحوي مجرتنا حوالي 200 مليار نجم، معظمها يشبه شمسنا التي تشكل إحدى نجوم هذه المجرة. وأقرب المجرات الضخمة إلى مجرتنا مجرة المرأة المسلسلة ( Andromedia) التي تبعد حوالي 5، 2 مليون سنة ضوئية (4، 2* 10 19 كيلومتر)، وهي ترى بالعين المجردة. أما أبعد مجرة رصدت فتبعد عن مجرتنا بحوالي 12 مليار سنة ضوئية، وتقع على أطراف الكون المرئي أو القابل للرصد.
______________________________
(1) تبلغ السنة الضوئية 30000 فرسخ أو 46، 9* 1210 كيلومتر (60 ثا* 60 دق* 24 ساعة* 356 يوم* 300000 كلم).
الصفحة 8
104