كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 3)
سجل الكوارث الكونية، وأنه لو أصاب الأرض لمحق من عليها من خلائق وتركها خرابا ولطغت البحار على اليابسة.
وأما الشهب التي هي جسيمات صخرية أو معدنية التركيب متباينة في أشكالها وأحجامها من حبة الرمل الصغيرة إلى الكتلة الصخرية الهائلة الحجم التي تزن آلاف الأطنان، وعند مرورها في الغلاف الجوي الأرضي تزداد مقاومة الهواء لها فتتولد من جراء هذا حرارة عالية تؤدي إلى احتراقها وتطاير جسيماتها مولدة ذيلا متوهجا على شكل بريق ناري .. وأخواتها النيازك التي دلت الإحصائيات على أن 500 نيزك يسقط على الأرض سنويا منها 150 يسقط على اليابسة وما يكشف منه نحو 10 فقط. وتصل سرعة انجذابها نحو الأرض بحوالي 20 ألف كلم في الساعة ... وقد حدثت بسببها أحداث وكوارث كبيرة كما في سيبريا بروسيا في 30/ 6/ 1908 حيث سقطت عليها كرة هائلة أطاحت بأشجار المنطقة وغاباتها وبيوتها وسكانها وحيواناتها مع انفجار مدوي وهزة أرضية عنيفة سرت في أمواج متلاحقة سجلتها أجهزة الرصد في جميع أنحاء العالم وسمع الصوت المدوي للاصطدام من مسافة 1000 كلم. وكذلك نيزك ولاية أريزونا الأمريكية الذي أحدث منخفضا كبيرا قطره يقرب من 70 كم وعمقه حوالي عشرات الأمتار وكتلته آلاف الأطنان «1».
إنّ كل هذه القوى والأحمال هي جنود اللّه المسخرة بأمره والتي يقف أمامها الإنسان ضعيفا لا حول له ولا قوة ولكنها إشارات إلهية تدل على قوة الخالق وعظمته وضعف الإنسان أمام هذا المد الإلهي والجيش الرباني أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) ولَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (18)، (الملك).
______________________________
(1) مجلة الفتوى العراقية، العدد 79، رجب 1420 ه، تشرين أول 1999 م، ص 24، عن مقالة الشيخ عبد اللّه جبر بتصرف.