كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 3)

بَاب الأنبار، فطوفت، فَلَمَّا صرت فِي شَارِع بَاب الأنبار؛ انْتَهَيْت إِلَى بَاب دَار لطيف، عِنْده شَجَرَة، وعَلى الْبَاب خَادِم، فوقفت، وَقد عطشت.
فَقلت للخادم: أعندك مَا تسقينيه؟ قَالَ: نعم، فَأخْرج قلَّة نظيفة طيبَة الرّيح، عَلَيْهَا منديل، فناولنيها، فَشَرِبت.
وَحضر وَقت الْعَصْر، فَدخلت مَسْجِدا، فَصليت فِيهِ، فَلَمَّا قضيت صَلَاتي، إِذا أَنا بأعمى يتلمس.
قلت: مَا تُرِيدُ يَا هَذَا؟ قَالَ: إياك أُرِيد.
قلت: وَمَا حَاجَتك؟ فجَاء، حَتَّى قعد إِلَيّ، فَقَالَ: شممت مِنْك رَائِحَة الطّيب، فتخيلت أَنَّك من أهل النِّعْمَة، فَأَرَدْت أَن ألقِي إِلَيْك شَيْئا.

الصفحة 144