كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 3)
255 ابْن هرمة يتحدث عَن أفضال عبد الْوَاحِد بن سُلَيْمَان
قَالَ: قَالَ رجل لِابْنِ هرمة: بِمَا اسْتحق مِنْك عبد الْوَاحِد بن سُلَيْمَان أَن تَقول فِيهِ:
أعبد الْوَاحِد المأمول إِنِّي ... أغص حذار سخطك بالقراح
وجدنَا غَالِبا كَانَت جنَاحا ... وَكَانَ أَبوك قادمة الْجنَاح؟
فَقَالَ: إِن ذهبت أعدد صنائعه الَّتِي اسْتحق لَهَا مني هَذَا القَوْل، طَالَتْ، وَلَكِن أخْبرك بأصغر صَنِيعَة لَهُ عِنْدِي.
كنت مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ أَيَّام كَانَ يتولاها، فأغناني عَن سواهُ، ثمَّ عزل، فَظَنَنْت أَن الْوَالِي سيحسن إِلَيّ، فَلم يبرني بِشَيْء، فأنفقت مَا كَانَ معي، حَتَّى لم يبْق لي شَيْء.
فَقلت لأختي: وَيحك، أما تَرين مَا أَنا فِيهِ من الشدَّة، وَتعذر الْقُوت؟ قَالَت: بِسوء اختيارك.
قلت: فبمن تشيرين؟
الصفحة 16