كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 3)
257 دهاء عبدون أخي صاعد بن مخلد
حَدثنِي عَليّ بن هِشَام قَالَ: كَانَ فِي يَد صاعد بن مخلد ضمانات كَثِيرَة، وَكَانَت مُعَامَلَته مَعَ أبي نوح عِيسَى بن إِبْرَاهِيم، وَكَانَ صاعد من وُجُوه النَّاس.
فَحَضَرَ صاعد بَين يَدي أبي نوح، يحاسبه فِي أَمْوَال وَجَبت عَلَيْهِ، فجرت بَينهمَا مناظرات، فشتم فِيهَا أَبُو نوح صاعدا، فَرد عَلَيْهِ صاعد، مثل مَا قَالَه لَهُ.
فاستعظم الْحَاضِرُونَ ذَلِك، واستخفوا بصاعد، وَقَالُوا لَهُ: يَا مَجْنُون، مَا هَذَا الْفِعْل؟ قتلت نَفسك، ثمَّ أقاموه، وخلصوه من أبي نوح، وَقَالُوا: هَذَا مَجْنُون، لم يدر مَا خرج من رَأسه.
فَانْصَرف إِلَى منزله، متحيرا، لَا يدْرِي مَا يصنع فِيمَا نزل بِهِ، فَحدث أَخَاهُ عبدونا بِمَا جرى.
الصفحة 23