كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 3)

يَا دَار أمست خلاء لَا أنيس بهَا ... إِلَّا الظباء وَإِلَّا الناشط الفرِد
أَيْن الَّذين إِذا مَا زرتهم جذلوا ... وطارعن قلبيَ التشواق والكمد؟
قَالَ: ثمَّ عَاد إِلَى الثَّانِيَة، فغنت صَوتا لحكم الْوَادي، وَهُوَ:
فوَاللَّه مَا أَدْرِي أيغلبني الْهوى ... إِذا جد جد الْبَين أم أَنا غالبه
فَإِن أستطع أغلب وَإِن يغلب الْهوى ... فَمثل الَّذِي لاقيت يغلب صَاحبه
ثمَّ عَاد إِلَى الثَّالِثَة، فَقَالَ لَهَا: غَنِي، فغنت بِصَوْت لحنين، وَهُوَ:
مَرَرْنَا على قيسية عامرية ... لَهَا بشر صافي الْأَدِيم هجان
فَقَالَت وَأَلْقَتْ جَانب السّتْر دونهَا ... لأية أَرض أَو لأي مَكَان
فَقلت لَهَا إِمَّا تَمِيم فأسرتي ... هديتِ وَإِمَّا صَاحِبي فيماني
رفيقان ضم السفْر بيني وَبَينه ... وَقد يلتقي الشتى فيأتلفان

الصفحة 8