كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 3)

ثمَّ عَاد إِلَى الرجل، فغنى صَوتا لي، فشبّه فِيهِ، من شعر عمر بن أبي ربيعَة:
أَمْسَى بأسماء هَذَا الْقلب معمودا ... إِذا أَقُول صَحا يعتاده عيدا
كَأَن أحور غزلان بِذِي رشإ ... أعارها سِنَة الْعَينَيْنِ والجيدا
ومشرقا كشعاع الشَّمْس بهجته ... ومسبطرّا على لبّاته سُودًا
ثمَّ عَاد إِلَى الْجَارِيَة الأولى، فغنت صَوتا لحكم الْوَادي، وَهُوَ:
تعيرنا أَنا قَلِيل عديدنا ... فَقلت لَهَا إِن الْكِرَام قَلِيل
وَمَا ضرنا أنّا قَلِيل وجارنا ... عَزِيز وجار الْأَكْثَرين ذليل
وَإِنَّا أنَاس لَا نرى الْقَتْل سبة ... إِذا مَا رَأَتْهُ عَامر وسلول
يقرب حب الْمَوْت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول
ثمَّ عَاد إِلَى الثَّانِيَة، فغنت صَوتا، فَتَقول فِيهِ:
وددتك لما كَانَ ودك خَالِصا ... وأعرضت لما صَار نهبا مقسمًا
وَلَا يلبث الْحَوْض الْجَدِيد بِنَاؤُه ... إِذا كثر الوراد أَن يتهدما
ثمَّ عَاد إِلَى الْجَارِيَة الثَّالِثَة، فغنت بِشعر الخنساء، وَهُوَ:

الصفحة 9