كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 3)

الآيتانِ 82 - 83].
فقولُه: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} على أشهرِ التفسيرين وأصحِّهما فيها أعظمُ تهديدٍ وأكبرُ زجرٍ وتخويفٍ لمن يَرْتَكِبُ الخسيسةَ القبيحةَ وهي فاحشةُ اللواطِ. وهذا معنَى قولِه: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}.
قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ (85) وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِّنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87)} [الأعراف: الآيات 85 - 87].
يقول الله جل وعلا: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} [الأعراف: آية 85].
قولُه تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} معناه: وَأَرْسَلْنَا إلى مدينَ أخاهُم شعيبًا فهو معطوفٌ على قولِه: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [الأعراف: آية 59] لأَنَّا في هذه السورةِ الكريمةِ - سورةِ الأعرافِ - تَكَلَّمْنَا فيما مَضَى في الدروسِ السابقةِ على قصةِ نوحٍ، وقصةِ هودٍ، وقصةِ صالحٍ، وقصةِ لوطٍ مع أصحابِهم، وَكُنَّا واقفينَ عندَ قصةِ شعيبٍ مع مَدْيَنَ، وابتداء ما ذكر قوله: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى

الصفحة 569