كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 3)

وأكثرُ الأصوليين وعلماءِ التفسيرِ أن شعيبًا لم يكن كافرًا يومًا ما. ويجابُ عن ظاهرِ الآيةِ بِجَوَابَيْنِ (¬1):
أحدُهما: أن العربَ تطلقُ لفظةَ (عَادَ) تُطلقه إطلاقين:
أحدُهما: عَادَ إلى أمرٍ كان فيه سَابِقًا.
والثاني: تقولُ العربُ: «عَادَ كذا كذا» بمعنَى (صار) إلى كذا من جَدِيدٍ (¬2)، ومنه [قولُهم: عادَ الطينُ خزفًا، وعادَ الخمرُ خَلاًّ] (¬3) ولا شَكَّ أن هذا الاستعمالَ موجودٌ في (عَادَ) تقولُ العربُ: عَادَ [رجلاً] (¬4) فلان. أي: صارَ إلى [الرجولةِ] (¬5) ولم يتقدمه [وصفٌ مماثلٌ قَبْلَهَا] (¬6) ومنه بهذا المعنَى قولُ الشاعرِ:
[وَرَبَّيْتُهُ حَتَّى إِذَا مَا تَرَكْتُهُ ... أَخَا الْقوْمِ وَاسْتَغْنَى عَنِ الْمَسْحِ شَارِبُهْ ...
وَبِالْمَحْضِ حَتَّى عَادَ جَعْدًا عَنَطْنَطًا ... إِذَا قَامَ سَاوَى غَارِبَ الْفَحْلِ غَارِبُهْ] (¬7)
¬_________
(¬1) انظر: القرطبي (7/ 250)، البحر المحيط (4/ 342)، الدر المصون (5/ 379).
(¬2) انظر: فقه اللغة للثعالبي ص355.
(¬3) في هذا الموضع كلام غير واضح. وما بين المعقوفين [ ... ] زيادة يتم بها الكلام.
(¬4) في هذا الموضع كلام غير واضح. وما بين المعقوفين [ ... ] زيادة يتم بها الكلام.
(¬5) في هذا الموضع كلام غير واضح. وما بين المعقوفين [ ... ] زيادة يتم بها الكلام.
(¬6) في هذا الموضع كلام غير واضح. وما بين المعقوفين [ ... ] زيادة يتم بها الكلام.
(¬7) في هذا الموضع كلام غير واضح. والبيتان بين المعقوفين في الدر المصون (5/ 379).

الصفحة 596