كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 3)

وفيهَا قدم الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أرغون النَّائِب مبشراً إِلَى الْقَاهِرَة وَمَعَهُ الْأَمِير قطلوبغا المغربي. وَقدم الْأَمِير بدر الدّين بدرجك إِلَى دمشق مبشراً. وَقدم السُّلْطَان فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر الْمحرم فَخرج الْأُمَرَاء إِلَى لِقَائِه ببركة الْحَاج وَركب بعد انْقِضَاء أَمر السماط فِي موكب جليل وَقد خرج سَائِر النَّاس لرُؤْيَته وَسَار إِلَى القلعة فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وزينت الْقَاهِرَة ومصر زِينَة عَظِيمَة. وَفِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشره: جلس السُّلْطَان وخلع على سَائِر الْأُمَرَاء والقضاة وأرباب الدولة وعَلى الْأَمِير شطي بن عبِّيَّة وَحسن بن دريني وألبس كريم الدّين الْكَبِير أطلسين وَلم يتَّفق ذَلِك لمتعمم قبله. وَفِيه بعث السُّلْطَان بالجمال والزاد لتلقي المنقطعين من الْحَاج فتواصل قدوم الْحَاج إِلَى أَن وصل الْمحمل يَوْم الْأَحَد سَابِع عشريه وصحبته قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين وَغَيره فاتفق فِيهِ مطر عَظِيم وَفِيه خلع على الْملك الْمُؤَيد عماد الدّين إِسْمَاعِيل صَاحب حماة وَركب بشعار السلطنة من الْمدرسَة المنصورية بَين القصرين وَحمل وَرَاءه الْأَمِير قجليس السِّلَاح والأمير ألجاي الدواة ورتب مَعَه الْأَمِير بيبرس الأحمدي أَمِير جندار وأمير طبر وَسَار بالغاشية والعصائب وَسَائِر دست السلطنة وهم بِالْخلْعِ مَعَه إِلَى أَن صعد القلعة فَكَانَت عدَّة التشاريف مائَة وَثَلَاثِينَ تَشْرِيفًا: فِيهَا ثَلَاثَة عشر أطلس والبقية كنجي وَعمل الدَّار وطرد وَحش. وَجلسَ صَاحب حماة رَأس الميمنة ولقبه السُّلْطَان بِالْملكِ الْمُؤَيد وسافر من يَوْمه بَعْدَمَا جهزه السُّلْطَان بِسَائِر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر صفر: أفرج عَن الْأَمِير علم الدّين سنجر البروانى والأمير عَلَاء الدّين أيتغلي الشيخى وصارم الدّين العينتابي وَعز الدّين أيدمر الشيخي وعلاء الدّين مغلطاي السيواسي والحاج بدر الدّين بيليك وشمس الدّين سنقر الكمالي الصَّغِير وَالشَّيْخ عَليّ التبريزي وَسيف الدّين منكجار وَسيف الدّين طوغان نَائِب البيرة وناصر الدّين منكلي وطاشار ومُوسَى وغازي أخوي حمدَان بن صلغاي وَعَن الشريف رميثة بن أبي نمى.

الصفحة 24