كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 3)

وَفِيه هرب من سجن الإسكندربة الْأَمِير سيف الدّين بهادر الإبراهيمي النَّقِيب وَيُقَال لَهُ زيرامو وبهادر التَّقْوَى الزراق فأدركهما الطّلب وأخذا وحملا إِلَى القلعة بعد مَا خرج الْأَمِير أيتمش المحمدي والأمير أصلم للقبض عَلَيْهِمَا فَلَمَّا أحضرا كتب بِعُود الأميرين أيتمش المحمدي وأصلم فَرَجَعَا ثَالِث يَوْم سفرهما وَأنزل بالأميرين الهاربين ليوسطا تَحت القلعة فشفع فيهمَا الْأُمَرَاء فأعفى السُّلْطَان عَنْهُمَا من الْقَتْل وكحلهما بالحديد المحمي مرَّتَيْنِ حَتَّى فقدا الْبَصَر. وَفِيه رسم بالإفراج عَمَّن فِي سجن الْإسْكَنْدَريَّة فقدموا الْقَاهِرَة وأنعم عَلَيْهِم بالإقطاعات من أجل أَنهم لم يوافقوا على الهروب. وَفِيه كتب بإعفاء الصاحب أَمِين الدّين عبد الله بن الغنام من نظر طرابلس وَأَن يُقيم بالقدس ورتب لَهُ فِي كل شهر ألف دِرْهَم وَبعث إِلَيْهِ كريم الدّين الْكَبِير هَدِيَّة حَسَنَة. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس ربيع الأول: سَار الْأَمِير بيبرس الْحَاجِب بطَائفَة من الأجناد إِلَى مَكَّة ليقيم بهَا بدل الْأَمِير آقسنقر شاد العمائر الَّذِي اسْتَخْلَفَهُ السُّلْطَان. بِمَكَّة وَمَعَهُ عدَّة أجناد تخوفاً من هجوم الشريف حميضة على مَكَّة. وَفِيه كتب بِخُرُوج عَسَاكِر الشَّام إِلَى غَزْو بِلَاد متملك سيس لمَنعه الْحمل. وَفِيه أبطل مكس الْملح بديار مصر فأبيع الأردب الْملح بِثَلَاثَة دَرَاهِم بَعْدَمَا كَانَ بِعشْرَة فَإِنَّهُ كتب إِلَى الْأَعْمَال أَلا يمْنَع أحد من شيل الْملح من الملاحات وأبيحت لكل أحد فبادر النَّاس إِلَيْهَا وجلبوا الْملح. وَفِيه وصلت السّتْر الرفيع الخاتوني طلنباي وَيُقَال دلنبية وَيُقَال طولونية بنت طغاي بن هندو بن باطو بن دوشي خَان بن جنكزخان. وَسبب ذَلِك أَن السُّلْطَان كَانَ قد بعث إِلَى أزبك يخْطب بعض الْجِهَات الجنكزية فاشتط بِهِ أزبك فِي طلب الْمهْر وَطول الْمدَّة وَكَثْرَة الشُّرُوط فَأَعْرض السُّلْطَان عَن الْخطْبَة وسير إِلَيْهِ الْهَدِيَّة كَمَا تقدم. وَكَانَ أزبك قد عين الْمَذْكُورَة فاستدعى التُّجَّار واقترض مِنْهُم ثَلَاثِينَ ألف دِينَار. بمعاملتهم صرف كل دِينَار سِتَّة دَرَاهِم وجهزها مَعَ بعض أمرائه فِي مائَة وَخمسين رجلا وَسِتِّينَ جَارِيَة وقاضي سراي وَمَعَهُمْ هَدِيَّة سنية فقدموا فِي الْبَحْر إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فِي عشري ربيع الأول. وَخرج الْأَمِير أقبغا عبد الْوَاحِد فِي عدَّة من الْأُمَرَاء

الصفحة 25