كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 3)

الْمَاضِيَة فأفرج عَنهُ بَعْدَمَا سجن خَمْسَة أشهر وَشرط عَلَيْهِ أَلا يُفْتِي بِمَسْأَلَة الطَّلَاق. وَفِيه اسْتَقر كريم الدّين الْكَبِير فِي نظر الْجَامِع الطولوني فَنمت أوقافه. وَفِيه قدم الْبَرِيد من دمشق بهدم كَنِيسَة للْيَهُود بِدِمَشْق على يَد الْعَامَّة. وفيهَا أخرج الْأَمِير شرف الدّين أَمِير حُسَيْن بن جندر إِلَى دمشق. وَسَببه أَنه لما أنشأ جَامعه الْمَعْرُوف بِجَامِع أَمِير حُسَيْن بجوار دَاره فِي بر الخليج الغربي وَعمل القنطرة أَرَادَ أَن يفتح فِي سور الْقَاهِرَة خوخة تَنْتَهِي إِلَى حارة الوزيرية فَأذن لَهُ السُّلْطَان فِي فتحهَا فخرق بَابا كَبِيرا وَعمل عَلَيْهِ رنكه فسعى بِهِ علم الدّين سنجر الْخياط مُتَوَلِّي الْقَاهِرَة أَنه فتح بَابا قدر بَاب زويلة وَعمل عَلَيْهِ رنكه فشق عَلَيْهِ ذَلِك وَأخرجه من يَوْمه على إقطاع الْأَمِير جوبان وَنقل جوبان إِلَى وَفِيه قدم الْأَمِير سيف الدّين طقصباي من بِلَاد أزبك. وَقدم من الأردو الْأَمِير باورر ابْن براجوا أحد أَعْيَان الْمغل فأنعم عَلَيْهِ بإمرة طبلخاناه بِمصْر. وَفِيه قدم أَبُو يحيى اللحياني من الغرب وَلم يُمكن من الْبِلَاد فرتب لَهُ بالإسكندرية مَا يَكْفِيهِ وَأقَام بهَا. وَفِيه أخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغدي الْخَوَارِزْمِيّ حاجباً بِالشَّام. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع ربيع الآخر: ثارت الْعَامَّة يدا وَاحِدَة وهدموا كنيستين متقابلتين بالزهري وكنيسة بُسْتَان السكرِي وتعرف بالكنيسة الْحَمْرَاء وَبَعض كنيستين بِمصْر وَكَانَ ذَلِك من غرائب الِاتِّفَاق ونوادر الْحَوَادِث: وَالْخَبَر عَنهُ أَن السُّلْطَان لما عزم على إنْشَاء الزريبة بجوار جَامع الطيبرسي على النّيل احْتَاجَ إِلَى طين كثير فَنزل بِنَفسِهِ وَعين مَكَانا من أَرض بُسْتَان الزُّهْرِيّ قَرِيبا من ميدان المهارة ليَأْخُذ مِنْهُ الطين ولينشئ فِي هَذَا الْمَكَان بركَة وَعوض مستحقي وَقفه بدله وَكتب أوراقاً

الصفحة 36