كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 3)

وأنعم على كل من بيبرس الكريمي وقطلوبغا طاز الناصري وَعبد الْملك المنصوري وَالِي القلعة وَأَبُو بكر ابْن الْأَمِير أرغون النَّائِب وملكتمر السرجواني وطيبغا القاسمي وطقبغا وبيدمر وطغاي تمر من الخاصكية يإمرة. ونزلوا إِلَى الْمدرسَة المنصورية بَين القصرين وَقد أشعلت لَهُم الْقَاهِرَة وَجلسَ المغاني بالحوانيت فِي عدَّة أَمَاكِن وَعمل لَهُم كريم الدّين سماطا جَلِيلًا وفواكه ومشارب بِالْمَدْرَسَةِ فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَفِيه نزل السُّلْطَان لصيد الكراكي من بركَة الْحَاج وَتقدم لكريم الدّين الْكَبِير أَن يعْمل بهَا احواشاً للخيل وَالْجمال وميداناً وَيَبْنِي الْأَمِير بكتمر الساقي مثل ذَلِك. فَجمع كريم الدّين من الرِّجَال للْعَمَل نَحْو ألفي رجل وَمِائَة زوج من الْبَقر حَتَّى فرغ فِي أَيَّام يسيرَة وَجعل فِي الميدان عدَّة من الحجورة الْمُسْتَوْلدَة وَركب السُّلْطَان لمشاهدة ذَلِك وَاسْتمرّ يتَعَاهَد الرّكُوب إِلَيْهَا. وَفِيه شكا طَائِفَة من أجناد الْحلقَة من زايد القانون فِي الْبِلَاد فرسم للفخر نَاظر الْجَيْش أَلا يتحدث فِي ذَلِك. وزايد القانون شَيْء حدث فِي الْأَيَّام الناصرية: وَذَلِكَ أَن السُّلْطَان لما عمل الجسور وَاتفقَ أمرهَا وأنشا عَلَيْهَا القناطر صَار المَاء إِذا أروى بِلَاد الْبحيرَة يجد مَا يمنعهُ من الْخُرُوج إِلَى الْبَحْر فيتراجع ثمَّ حرق من مَوضِع خرقاً كالمجراة واتسع حَتَّى صَار خليجاً صَغِيرا يمر على أراض لم يكن من عَادَتهَا أَن يعلوها المَاء. فطالع الْأَمِير ركن الدّين القلنجقي كاشف الْبحيرَة السُّلْطَان بِأَن عدَّة من الْأَرَاضِي الَّتِي فِي بِلَاد المقطعين قد شملها الرّيّ وَسَأَلَ أَن يقتطع وَلَده مِنْهَا خبْزًا بِعشْرَة أرماح فَإِنَّهَا زايدة عَن قانون المقطعين. فندب السُّلْطَان الْأَمِير أيتمش المحمدي والموفق مُسْتَوْفِي الدولة لكشف هَذِه الْأَرَاضِي وقياسها فتوجها إِلَى الْبحيرَة وكشفا عَنْهَا فبلغت خَمْسَة وَعشْرين ألف فدان فَكتبت مشاريحها وَلم يذكر مِنْهَا غير خَمْسَة عشر ألف فدان

الصفحة 47