كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 3)

الْمِحْرَاب وإعادة الْبناء وَقبض أهل حارة الرّوم وعملهم فِي الْحَدِيد فَلَمَّا توجه الخازن لذَلِك اجْتمع النَّاس وصاحوا بِهِ فساس الْأَمِير وتركهم وأهمل ذَلِك الْموضع حَتَّى صَار كوم تُرَاب. وَفِيه تجهز السُّلْطَان لركوب الميدان وَفرق الْخُيُول على جَمِيع الْأُمَرَاء واستجد بركوب الأوشاقية بكوافي زركش على صفة الطاسات وهم الَّذين عرفُوا باسم الجفتاوات. واستجد النداء فِي الْبَحْر على أَرْبَاب المراكب أَلا يركبُوا أحدا من مماليك السُّلْطَان فِي مركب يَوْم الميدان وشدد الْإِنْكَار على الطواشي الْمُقدم فِي غفلته عَن المماليك. وَفِيه شدد على الْأُمَرَاء المسجونين ببرج السبَاع من قلعة الْجَبَل وهم: طوغان نَائِب البيرة وَعلم الدّين سنجر البرواني وبيبرس الْمَجْنُون وفخر الدّين أياز نَائِب قلعة الرّوم والحاج بيليك وَسيف الدّين طاجا وَالشَّيْخ على مَمْلُوك سلار وَمنع حريمهم من الْإِقَامَة عِنْدهم. وَفِيه خرج الْأَمِير مغلطاي الجمالي على الْبَرِيد إِلَى صفد بتقليد الْأَمِير طغاي نِيَابَة حلب وَكتب إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أقطاي نَائِب حمص بنيابة صفد عوضا عَن طغاي واستقرار الْأَمِير بدر الدّين بكتوت القرماني فِي نِيَابَة حمص. وَأسر السُّلْطَان إِلَى الْأَمِير مغلطاي الْقَبْض على طغاي. فَتوجه مغلطاي إِلَى صفد للقبض على طغاي. فَتوجه مغلطاي إِلَى صفد بعد اجتماعه بالأمير تنكز نَائِب الشَّام وَهُوَ على طغاي وأحضره إِلَى قبَّة النَّصْر خَارج الْقَاهِرَة فَخرج إِلَيْهِ الْأَمِير قجليس وَصعد إِلَى القلعة وَهُوَ مُقَيّد فِي خَامِس عشر جُمَادَى الأ ولى وَأخرج بِهِ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع جُمَادَى الأولى إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَكَانَ أخر الْعَهْد بِهِ. وَأخرج بهادر أَيْضا إِلَى سجن الْإسْكَنْدَريَّة وَوَقعت الحوطة فِي يَوْم الْخَمِيس عشريه على موجوده وَفرقت مماليكه على وَفِيه توجه الْأَمِير قجليس إِلَى الشَّام. وَفِيه ابتدئ فِي صفر بهدم المطبخ وَهدم الْحَوَائِج خاناه والطشت خاناه والفرش وجامع القلعة وَبنى الْجَمِيع جَامعا فجَاء على مَا هُوَ عَلَيْهِ الْآن من أحسن المباني. تمّ بِنَاؤُه ورخامه جلس فِيهِ السُّلْطَان واستدعى سَائِر مؤذني الْقَاهِرَة ومصر وقراءها وخطباءهما وعرضوا عَلَيْهِ فَاخْتَارَ عشْرين مُؤذنًا رتبهم فِيهِ وَقرر بِهِ درساً وقارئ مصحح وأوقف عَلَيْهِ الْأَوْقَاف الْكَثِيرَة.

الصفحة 5