كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 3)

سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة أهل الْمحرم يَوْم الْأَرْبَعَاء فَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشره: وصل أَوَائِل الْحجَّاج. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشريه: وصل القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير والأمير قجليس صُحْبَة الخاتون طغاي. وَخرج السُّلْطَان إِلَى لقائها ببركة الْحَاج وَمد سماطاً عَظِيما وخلع على سَائِر الْأُمَرَاء وأرباب الْوَظَائِف وَجَمِيع القهرمانات: مثل السِّت حدق الْمَعْرُوفَة بالست مسكة وَنسَاء الْأُمَرَاء وَدخل الْجَمِيع إِلَى مَنَازِلهمْ فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَلم يسمع بِمثل هَذِه الْحجَّة فِي كَثْرَة خَيرهَا وسعة الْعَطاء وَيُقَال إِن السُّلْطَان أنْفق على حجَّة طغاي مبلغ ثَمَانِينَ ألف دِينَار وسِتمِائَة وَثَمَانِينَ ألف دِرْهَم سوى كرى الحمول وَثمن الْجمال ومصروف الجوامك وَسوى مَا حمل من أُمَرَاء الشَّام وأمراء مصر. وَفِي تَاسِع عشريه: قدم الْمحمل بِبَقِيَّة الْحَاج. وَفِي يَوْم السبت ثَانِي صفر: خرج الْأَمِير جمال الدّين أقوش نَائِب الكرك والأمير علم الدّين سنجر الجمقدار والأمير سيف الدّين ألماس الْحَاجِب والأمير سيف الدّين طرجي أَمِير مجْلِس والأمير بهاء الدّين أصلم السِّلَاح دَار بمضافيهم وَطَائِفَة من أجناد الْحلقَة إِلَى غَزْو بِلَاد متملك سيس لمَنعه الْحمل. وَلم يكن الْأَمر كدلك بل مَسِيرهمْ إِنَّمَا كَانَ لأجل توجه الْملك أزبك إِلَى بِلَاد أبي سعيد. وَكتب بِخُرُوج عَسَاكِر الشَّام أَيْضا. وَفِيه هدم مَوضِع دَار الْعدْل الَّذِي أنشأه الْملك الظَّاهِر بيبرس وَعمل طبلخاناه فِي

الصفحة 53