كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 3)

شهر رَمَضَان فاستمر مَوضِع الطلخاناه إِلَى الْيَوْم وَلما هدم وجد فِي أساسه أَرْبَعَة قُبُور فَلَمَّا نبشت وجد بهَا رمم أنَاس طوال عراض وإحداها مغطاة بملاءة دبيقي ملونة اذا مس مِنْهَا شَيْء تطاير وَعَلَيْهِم عدَّة الْقِتَال وبهم جراحات وَفِي وَجه أحدهم ضَرْبَة سيف بَين عَيْنَيْهِ عَلَيْهَا قطن فَلَمَّا رفع الْقطن نبع من تَحْتَهُ دم وشوهد الْجرْح كَأَنَّهُ جَدِيد فنقلوا إِلَى العروستين وَعمل عَلَيْهِم مَسْجِد. وَفِي مستهل ربيع الآخر: قدم الْأَمِير سيف الدّين طقصبا الظَّاهِرِيّ وَمَعَهُ رسل الْملك أزبك بكتابه فأحضروا وَلم يعبأ السُّلْطَان بهم لِكَثْرَة شكوى طقصبا من تغير أزبك عَلَيْهِ وإطراحه لَهُ واعيد الرُّسُل بِالْجَوَابِ. وَفِيه قدم عرب الْبَحْرين بِمِائَة وَثَلَاثِينَ فرسا فقومت بأثمان غَالِيَة مَا بسين عشرَة أُلَّاف دِرْهَم الْفرس إِلَى خمسين ألفا فَلَمَّا أخذت أثمانها أنعم السُّلْطَان عَلَيْهِم بخلع وتفاصيل وَغير ذَلِك وسفروا إِلَى بِلَادهمْ. وَفِيه عوض السُّلْطَان أَمِير مَكَّة عَن نَظِير مَا كَانَ يستأديه من مكس الغلال وأقطعه ثُلثي دمامين بِالْوَجْهِ القبلي. وَفِيه قدم الْبَرِيد من دمشق بِحُضُور أُخْت الْأَمِير بدر الدّين جنكلي بن البابا من الشرق وصحبتها جمَاعَة كَثِيرَة إِلَى دمشق وَأَنَّهَا مَاتَت بعد قدومها بِثَلَاثَة أَيَّام فاستدعي من حضر مَعهَا إِلَى مصر فَلَمَّا وصلوا أنعم عَلَيْهِم السُّلْطَان بالإقطاعات وَغَيرهَا. وَفِي مستهل جُمَادَى الأولى: قدم الْبَرِيد بِأَن الْعَسْكَر أغار على بِلَاد سيس وأخرب وغنم وَقتل جمَاعَة وَأَن أوشين متملك سيس هلك وَقَامَ من بعده ابْنه ليفون وَله من الْعُمر نَحْو اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَأَن العساكر نازلت أياس وأخذوها عنْوَة بعد حِصَار وَقتلُوا أَهلهَا وخربوها وعادوا على الأرمن فغنموا وأسروا مِنْهُم كثيرا وتوجهوا عائدين. فَقدم الْأَمِير جمال الدّين أقوش بالعسكر إِلَى الْقَاهِرَة فِي سَابِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة وخلع عَلَيْهِ. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع رَجَب: قدم الْأَمِير تنكز نَائِب الشَّام باستئذان فأنعم عَلَيْهِ

الصفحة 54